قال الشيخ مستقيم زاده سليمان سعد الدين أفندي، المتوفى ١٢٠٢ هـ في كتابه "تحفة خطّاطين" بالتركية، كان المولى على حنفيا مذهبا، ونقشبنديا مشربا، تعلّم الخط عن الخطّاط، المشهور الشيخ حمد الله الأماسي، وبرع في خطّ الثلث، والنسخ براعة تامة، وكان يكتب خطّ النسخ والثلث بغاية الجودة والحلاوة، ويعيش من كسب يديه، ويأكل من شغل الكتابة، قال الشيخ محمد طاهر بن عبد القادر الكردي المكّي في كتابه "تاريخ الخط العربي وآدابه": كان يكتب الخطّ الحسن، والغالب أنه أخذ الخط عن الشيخ حمد الله الأماسي، وكان يكتب في كلّ سنة مصحفا واحدا، ويبيعه، ويصرف ثمنه على نفسه طول السنة.
وقال الشيخ عبد الحق المحدّث الدهلوي في ترجمة علي المتّقي من كتابه "زاد المتقين": كان رجلا من أهل العجم، جميل الخطّ، يقال لة: الملا على القاري، اشترى منه الشيخ علي المتقي نسخة من "تفسير الجلالين"، التي كتبه بخطّه الحسن باثنتي عشرة جديدة، اعترافا بفضله وأهليته، ونظرا إلى حاجته، وهو يقول في حقّه: إنه أتعب نفسه في الإجادة في الكتابة، هو أحق أن تشترى بأغلى مما دفعته، مع أنه كان يوجد في تلك الأيام نسخة واحدة من "تفسير الجلالين" بخطّ أهل "مكّة" بجديد واحد. انتهى ما نقله السيّد صدّيق حسن القنوجي في ترجمة الشيخ على المتقي من كتابه "إتحاف النبلاء المتقين عن زاد المتقين".
وقد رأيت بنفسي المصحف بخطّ الشيخ علي القاري عند العالم الكبير الشيخ محمد هاشم المجدّدي بـ"تنتو سائين داد" بـ"السند" في "باكستان الغربية" في سنة ١٣٧٧ هـ.
ظلّ المولى علي القاري قانعا مما يحصل من بيع كتبه، وغلب على حاله الزهد والعفاف والرضى بالكفاف، وكان قليل الاختلاط بغيره، كثير العبادة والتقوى، شديد الإقبال على عالم السرّ والنجوى.