وقال عنه الشيخ العلامة أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي المتوفى سنة ١٣٠٤ هـ في مقدمة كتابه "التعليق الممجّد على موطأ محمد": صاحب العلم الباهر، والفضل الظاهر، علي القاري الهروي ثم المكي، وقال أيضا في مقدمة "السعاية في كشف ما في شرح الوقاية": هو محدّث جليل، ومحقّق نبيل.
وقال الشيخ العالم الفقيه حسين بن محمد سعيد عبد الغني المكّي الحنفي في كتابه "إرشاد الساري إلى مناسك الملا على القاري" ما نصّه: علي بن سلطان محمد القاري علامة زمانه، وواحد عصره وأوانه، والمتفرّد، الجامع لأنواع العلوم العقلية والنقلية، المتضلّع من علوم القرآن والسنة النبوية، وعالم بلاد الله الحرام، والمشاعر العظام، وأحد جماهير الأعلام، ومشاهير أولي التحقيق والأفهام.
وقال المحقق المحدّث البارع الشيخ محمد إدريس الكاندهلوي في مقدمة كتابه "التعليق الصبيح على مشكاة المصابيح": المحدّث الجليل والفاضل النبيل، فريد دهره، ووحيد عصره، الشيخ نور الدين على بن سلطان محمد الهروي القاري.
كان المولى علي القاري الحنفي ديّنا تقيا، ورعا، فقيها بارعا، واسع الرواية، واسع الدراية، وكان يتمتّع بحرية تامة، يعمل، ويقول بما صحّ له من الدليل في الكتاب والسنة والإجماع، ويردّ ما يجد خلافا لها مهما كان القائل به صغيرا أو كبيرا، إماما أو مجتهدا، ويبيّن خطأه، وينصر قولا واحدا، يوافق القرآن والحديث، والأصول. وهذا كان دأبه في المباحثات، فالب عليه بعض معاصريه من المالكية والشافعية، وبلغ بهم التعصّب إلى حدّ أنهم نهوا عن مطالعة تصانيفه، والنظر في كلامه.
قال المحبي في "خلاصة الأثر": لكنه امتحن بالاعتراض على الأئمة، لا سيّما الشافعي وأصحابه، رحمهم الله تعالى، واعترض على الإمام مالك في