رحمه الله وهذا بعينه كما قال الضالّ جهم ابن صفوان وددت أن أحكّ من المصحف قوله تعالى:{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}، وإشارة الضال الآخر، وهو أحمد بن أبي داود القاضي إلى الخليفة المأمون أن يكتب على ستر الكعبة، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، وقول الرافضي الأكبر: إنه برئ من المصحف الذي فيه نعت الصدّيق الأكبر.
وقال المولى علي القارى في رسالة مفردة في هذا الموضوع ما نصّه حرفيا: وقد التمس منى بعض الخلّان من أعيان الأخوان أن أكتب رسالة موضحة لمسئلة ذكرها الإمام الأعظم المعتبر، كذا في آخر كتابه "الفقه الأكبر"، الذي عليه مدار الاعتقاد للأكثر، وخالف فيها العلامة جلال الدين السيوطي، وجمع من أتباع الإمام الشافعي، وقلّده بعض العُلماء والفضلاء، من أصحاب الإمام الحنفية، فصرت متردّدا بين القبول والنكول، فأقدّم رجلًا، وأؤخِّر أخرى، خوفا من قيام فتنة أخرى، وحصول بلية كبرىلكني، توكّلت على ربّي، فشرعت فيه قائلا: هو نعم الوكيل، وحسبي، فصنّفت معتمدا على ربّ العباد، بالاعتماد للاعتقاد في أبويه صلى الله تعالى عليه وسلم، والأجداد، طالبا من الله الكريم، طريق الرشاد والثبات، على سبيل السداد، أنه كريم جواد، رؤوف بالعباد، وعطوف بالعباد.
وقد أخطأ المولى علي القارى في هذا البحث، حيث أسَّس بنيانه على نسخة محرّفة من "الفقه الأكبر". قال العلامة المحدّث الناقد الشيخ محمد زاهد الكوثري، المتوفى ١٣٧١ هـ في مقدِّمة كتاب "العالم والمتعلِّم" ما نصّه: وأما "الفقه الأكبر" رواية حمَّاد بن أبي حنيفة عن أبيه فله شروح كثيرة، وقد طبع مرّات في كثير من العواصم، كما طبع كثير من شروحه، وأما سنده ففي النسخة الخطّية المحفوظة ضمن المجموعة رقم ٢٢٦ بمكتبة شيخ الإسلام العلامة عارف حكمت بـ "المدينة المنورة"، زادها الله تكريما،