للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتفقّه عليه أبو بكر محمد بن إبراهيم الحصيري، وأبو عمر وعثمان بن على [بن محمد] (١) البيكندي، وأبو حفص عمر بن حبيب، جدّ صاحب "الهداية" لأمه، وتقدّم كلّ واحد في بابه (٢).


قال القاضي شهاب الدين بن فضل الله في كتابه مسالك الأبصار في ممالك الأمصار في ترجمة شمس الأئمة السرخسي، تفقّه على شمس الأئمة الحلواني، وتلقب بلقبه، وكان إماما، فاضلا، متكلّما، فقيها، أصوليا، مناظرا، يتوقد ذكاء، لزم شمس الأئمة، تخرّج به، حتى صار في النظر فرد زمانه وواحد أقرانه. وأخذ في التصنيف والتعليق، وناظر، وشاع ذكره، وصنّف كتاب المبسوط في الفقه في أربعة عشر مجلدا، إملاء من خاطره، من غير مطالعة كتاب، ولا مراجعة تعليق، بل كان محبوسا في الجب بسبب كلمة نصح بها، وكان يملي عليهم من الجب، وهم على أعلى الجب، يكتبون ما يملي عليهم، وحلى عنه أنه كان جالسًا في حلقة الاشتغال، فقيل له: حكى عن الشافعي أنه كان يحفظ ثلاثمائة كراس، فقال: حفظ الشافعي زكاة محفوظي. فحُسِبَ ما حفظه، فكان اثني عشر ألف كراس، وله عدّة مصنّفات، كلّها معتمد عليها.
حكى عنه أنه لما خرج من السجن كان أمير البلاد قد زوج أمّهات أولاده من خدّامه الأحرار، فسأل العلماء الحاضرين عن ذلك، فكلّهم قال: نعم ما فعلت، فقال شمس الأئمة: أخطأت، لأن تحت كل خادم امرأة حرة، فكان هذا تزويج الأمة على الحرة، فقال الأمير: أعتقت هؤلاء، وجددت العقد، فسأل العلماء، فكلّهم قال: نعم ما فعلت.
فقال: شمس الأئمة أخطأت، لأن العدة تجب على أمّهات الأولاد بعد الإعتاق، فكان تزويج … [كلمة مطموسة] من الغير، وهو لا يجوز، فألبس الله جواب هذه المسئلة على العلماء في موضعين من مسئلة واحدة، ليظهر فضل شمس الأئمة على غيره، وهذه النقول فيما أظنّ بخط ابن السابق صاحب النسخة.
(١) من بعض النسخ.
(٢) ترجمة الأول في الجواهر برقم ١١٣٩، والثاني برقم ٩٢٦، والثالث برقم ١٠٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>