فلزمه يتفقه عليه على مذهب الشافعي إلى أن وصل إلى قراءة "شرح البهجة"، ثم تحول حنفيا، وكان أكثر تعبّده على مذهب الشافعي إلى أن مات، وقرأ من أول "البخاري" إلى باب القراءة في المقبرة على المسند أبي بكر تقى الدين بن أحمد الشهير بابن البقا بالموحِّدة والقاف المشدّدة خليفة الشيخ محمد بن الشيخ علوان الإربلى ثم الحموي، وهو أخذ عن شيخ الإسلام العلامة أحمد بن عميس الحموي بحق إجازته عن ابن حجر العسقلاني، وهذا أعلى سند له.
وكانت وفاة ابن البقا في حدود السبعين وتسعمائة وتاريخ القراءة في أواخر رمضان سنة إحدى وستين وتسعمائة، وأجاز بباقي "البخاري"، ثم قرأ عليه في أواخر رجب سنة اثنتين وستين، ثم قدم إلى "حماة" الشيخ أحمد بن علي اليمني، وكان من المتبحرين في جميع العلوم، فأسكنه دارًا جوار داره، وقرأ عليه "شرح الكافية" للمنلا جامى، و"شرح العقائد" مع الخيالي، و"شرح الشمسية"، و"المطول"، وغالب "شرح المفتاح"، وجانبا من "تفسير البيضاوي"، وسمع عليه جانبًا من "شرح المواقف" بقراءة المرحوم منلا أبي الهدى العنتابي، ولازمه عدة سنين، وكان اليمني هذا مع تضلّعه من العلوم له القدم الراسخة بالكشف والولاية، وله وقايع تدل على علو كعبه، منها: أنه خرج هو وأباه وجماعة يومًا إلى أحد منتزهات "حماة"، واستمرَّ بهم النشاط إلى أن قرب وقت الغروب، وهم خارج البلدة، فخافوا من تسكير باب المدينة، فذكروا ذلك للشيخ، فدعا الله تعالى بأن يوقف الشمس، حتى يدخل المدينة، فوقفت الشمس مقدار ساعة إلى أن دخلوا.
وبعد وفاة مشايخه المذكورين رحل إلى "حلب"، وأخذ عن علمائها، منهم: الرضى محمد بن الحنبلي الحنفي، كذا ذكره النجم فى "تاريخه" في ترجمة ابن الحنبلى، وناقضه في ترجمة الجد في الذيل بأنه لم يلحق ابن الحنبلى، وهذا أغرب الغريب منه، فإن لحوقه لابن الحنبلي لا