شبهة فيه أبدا، وأما أخذه عنه فما أعرف حقيقته، على أن ابن الحنبلي قرظ على شرحه لـ"منظومة ابن الشحنة" أرسل الشرح إليه من "حماة"، فقرظ عليه، وذكر في التقريظ نسبته لابن الشحنة، وأن جدّ والده البرهان لأمه، وكان الجدّ لم يطلع على نسبته إليه، فخجل من التطفل على الشرح مع وجود ابن الحنبلى، فأرسل إليه رسالة يعتذر فيها عن ذلك، وكان الشمس محمد بن المنقار ممن أخذ عن ابن الحنبلى، وكان يفاخر بالأخذ عنه، فإذا تذاكره والجد في الأخذ عن علماء "حلب" يقول له: أنت لم تقرأ على ابن الحنبلي، فيقول له هو قرظ على مؤلف لي، وأخذ يحمص عن الشهاب أحمد الأطاسي، ثم دخل "الروم"، واختلط مع كبرائها، ومدحهم بالقصائد الفائقة، ووجهت إليه المدرسة القصاعية بـ"الشام"، فورد إليها، وأخذ بها عن شيخ الإسلام البدر الغزي الحديث والتفسير وغيرها، كتب إليه مسائلًا:
ألا يا إمام الفضل يا من ببدره … يضيئ لنا وجه الزمان ويقمر
وإن أشكلت في الواقعات مسائل … جلاها بإيضاح معانيه تنور
بصيغة تعليق الطلاق ونحوه … كعتق بشرط عبدكم يتفكر
على أن الإنشا يا إمام العلوم لا … يسوغ لنا التعليق فيه ويظهر
فهل يقع التطليق في الحال سيدي … وتعليقه يا أوحد الدهر يهدر
فمنوا بإبداء الجواب تكرّما … ومنّ بما فيه يقال ويزبر
وأنعم على هذا المحب لذاتكم … بما يرفع الإشكال فيه وحرروا
فلا زلت في عز منيع ورفعة … ولا برحت أنوار بدرك تزهر
فاتفق أن جاءه السؤال، وقد عرض له سوء مزاج، فأجاب ولده العلامة الشهاب أحمد عن السؤال، وأبياته هي:
ألا يا محب الدين من شاع فضله … وعنه بكل المكرمات يخبر
لئن كان نور البدر عم ضياؤه … فطورا لدى الساري الشهاب ينور