نسرين"، و"كاس"، و"عزاز"، ثم استقر بـ"دمشق" في سنة ثلاث وتسعين، وتولى النيابة الكبرى سنين عديدة، وقضاء العسكر بها، وقضاء الركب الشامي، ودرس بعد القصاعية بالناصرية البرانية والشامية البرانية والسلطانية السليمية، وأفتى مدة طويلة بالأمر السلطاني، واشتهرت فتاويه بالآفاق.
وكان علامة نهاية محققًا مدققًا، غوّاصًا على المسائل، طويل الباع في المنقول، قوي الساعد في المعقول، وكان مستحضرا لمسائل الفقه، حافظًا لعبارات المتون، مواظبا على التدريس والإفتاء، ويدرس في "تفسير القاضي" مع مطالعة "الكشاف" والحواشي، وانتفع به أفاضل الطلبة المشار إليهم، منهم: التاج القطان، والشموس الخمس: محمد الميداني، ومحمد الجوي، ومحمد الأيجي، ومحمد الحمامي، ومحمد الحادي، والبدر حسن الموصلي، والشيخ عبد الرحمن العمادي، والنجم محمد الغزي، وأخوه أبو الطيب، والتقي الزهيري، والشهاب أحمد بن قولا قسز، والشيخ عبد اللطيف الجالقي، والشيخ أبو بكر المغربى مفتى المالكية، والشيخ أيوب الخلوتي.
وأخذ عنه بالإجازة الشمس محمد، والبرهان إبراهيم، ابنا أحمد المنلا الحلبي، وغيرهم ممن لا يحصى كثرة.
وكانت له شهرة طنانة، وذكره جماعة من المؤرخين والأدباء، وأثنوا عليه كثيرًا، منهم: البوريني، والعرضى، والغزي، والخفاجي، والبديعي، قال البديعي في وصفه: علامة ورد "دمشق"، فأخجل وردها بمنثوره ومنظومه، وفهامة ضاهى أنهارها بغزارة علومه، جعلته مفتيها، وهمام حفلها، وإمام فرضها ونفلها، وما زال فلك الفتوى مشرقًا بمعلوماته إلى أن غاض بحر فضله، وأفل كوكب حياته، ومن أجود شعره قوله: