سلام على من لم أزل تحت ظله … وتحت أياديه الحسان وبره
سلام محب مخلص لك في الولا … يعطر أنفاس النسيم بشكره
ومن فوائده أنه سئل عن بيتى أبي إسحاق الغزي:
وخز الأسنة والخضوع لناقص … أمران عند ذوى النهى مران
والرأى أن نختار فيما دونه … المرّان وخز أسنة المرّان
وكان في مجلس أحد الموالي، فتكلم بعض الحاضرين على ما يتعلق بالبيتين من جهة المعنى، وبيان الإعراب، فكتب عليهما رسالة، ملخّصها: أن الوخز الطعن بالرمح وغيره لا يكون نافذًا، والأسنة جمع سنان، وهو نصل الرمح، والمران أخر البيت الأخير، قال صاحب "القاموس" هو كرمان الرماح اللدنة. انتهى. أقول: لا يخفى على الفاضل النبيه أنه أصاب لما قصد القلب عند هذا التشبيه، ولا يخفى أن تعدد وصف الخبر هنا على حد قولهم: حلو حامض، أي مز. والمعنى أنها حالة متوسطة بين الصلابة واللين، وبقية ألفاظ البيت ظاهرة، لا تحتاج إلى تبيين.
ثم إضافة وخز إلى الأسنة معنوية، بمعنى اللام، أي وخز للأسنة، وهو مبتدأ خبره أمران، وإعراب البيتين ظاهر، لا يحتاج إلى بيان، ولا يخفى ما في البيت الأول من الصناعة البديعية، وهو شبه الاشتقاق، نحو {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ}، والجمع، وذلك أن تجمع بين متعدد في حكم، ومن ذلك قوله