الدور، وما يتصل بها من بساتين المخزن، وأرضه، وأعطاه مائة قرية، وأعطاه حكم بلاد الشرقية المضافة لـ"دهلي"، وأعطاه ثلاثين بغلة بالسروج المذهبة، ويكون علفها من المخزن.
ومما يحكى من تواضع السلطان وإنصافه: أنه ادّعى عليه رجل من كبار الوثنيين أنه قتل أخاه من غير موجب، ودعاه إلى القاضي، فمضى على قدميه، ولا سلاح معه إلى مجلس القاضي، فسلّم، وخدم، وكان قد أمر القاضي قبل أنه إذا جاءه إلى مجلسه، فلا يقوم له، ولا يتحرّك، فصعد إلى المجلس، ووقف بين يدى القاضي، فحكم عليه أن يرضي خصمه من دم أخيه، فأرضاه.
ومن ذلك: أنه ادّعى صبي من أبناء الملوك عليه أنه ضربه من غير موجب، ورفعه إلى القاضي، فتوجَّه الحكم عليه بأن يرضيه بالمال إن قبل ذلك، وإلا أمكنه القصاص، فعاد لمجلسه، واستحضر الصبي، وأعطاه عصا، وقال: وحقّ رأسي أن تضربني، فأخذ الصبي العصا، وضربه بها إحدى وعشرين ضربة، وذلك مما شاهده ابن بطوطة، وإني رأيت الكلاه قد طارت عن رأسه.
ومما يحكى في اشتداده في إقامة الشرع ورفع المغارم والمظالم: أنه كان شديدا في إقامة الصلاة، آمرا بملازمتها في الجماعات، يعاقب على تركها أشدّ العقاب، ولقد قتل في يوم واحد تسعة رجال على تركها، كان أحدهم مغنّيا، وكان يبعث الرجال الموكّلين بذلك إلى الأسواق، فمن وجد بها عند إقامة الصلاة عوقب، حتى انتهى إلى عقاب الستائرين، الذين يمسكون دوابّ الخدام إذا ضيَّعوا الصلاة، وأمر أن يطالب الناس بعلم فرائض: الوضوء، والصلاة، وشروط الإسلام، فكانوا يسألون عن ذلك، فمن لم يحسنه عوقب، وصار الناس يتدارسون ذلك، ويكتبونه.