هنالك ثلاثة أيام، وكانت أم هذا المقتول قد رجمت في ذلك الموضع قبل ذلك بسنتين لاعترافها بالزنا.
ومن ذلك: أنه عين فرقة من العسكر تتوجّه لقتال الكفّار ببعض الجبال المتصلة بحوز "دهلي"، فخرج معظم العسكر بقائده، وتخلّف قوم منهم، فكتب القائد إليه يعلمه بذلك، فأمر أن يطاف بالمدينة، ويقبض على من وجد من أولئك المتخلّفين، ففعل ذلك، وقبض على ثلاثمائة وخمسين منهم، فأمر بقتلهم جميعا، فقتلوا.
ومن ذلك: أنه أراد أن يستخدم الشيخ شهاب الدين الجامي، الذى كان من كبار المشايخ، فشافهه بذلك في مجلسه العام، فامتنع الشيخ من الخدمة، فغضب عليه، وأمر بنتف لحيته، ونفاه إلى "دولت آباد"، فأقام بها سبعة أعوام، ثم بعث إليه، وأكرمه، وأذن له بالإقامة في الحضرة، ثم بعث إليه بعد مدة من الزمان، فامتنع من إتيانه، وقال: لا أخدم ظالما، فقيّده بأربعة قيود، وغلّ يديه، وأقام كذاك أربعة عشر يوما، لا يأكل ولا يشرب، ثم أمر أن يطعم الشيخ خمسة أسيار من العذرة، فمدّوه على ظهره، وفتحوا فمه بالكلبتين، وحلّوا العذرة بالماء، وسقواه ذلك، ثم ضرب عنقه.
ومن ذلك: أنه أمر فقيهين من أهل "السند" أن يمضيا مع أمير عينه إلى بعض البلاد، وقال لهما: سلمت أحوال البلاد والرعية لكما، ويكون هذا الأمير معكما، يتصرّف بما تأمرانه به، فقالا له: إنما نكون كالشاهدين عليه، ونبين له وجه الحقّ ليتبعه، فقال لهما: إنما قصدتما أن تأكلا أموالي، وتضيعاها، وتنسبا ذلك إلى هذا التركي الذي لا معرفة له، فقال: حاشا لله ما قصدنا هذا، فقال: إذهبوا بهما إلى النهاوندي، وكان الموكّل بالعذاب، وقال لزبانيته: أذيقوهما بعض شئ، فألقيا على أقفائهما، وجعل على صدر كلّ واحد منهما صفيحة حديد محماة، ثم قلعت بعد هنيهة، فذهب بلحم