الذي قال فيه: لو أشاء أن أقول: نزل القرآن بلغة محمد بن الحسن لقلته لفصاحته، فهو إذا أفصح من الشافعي، حتى بهر الشافعى بفصاحته وبيانه رضي الله عنهم جميعا، ومن هذا تدرك كيف قَرَّرَ العلماءُ أن كلام الإمام محمد بن الحسن وكلام الإمام الشافعي يحتج بهما في اللغة، وذلك لارتقائهما ذروةَ الفصاحة والبلاغة.
فقد ذكر غير واحدٍ من العلماء أن كلام الإمام محمد حجةً في اللغة.
ومن هؤلاء قاضي خان في "شرح زيادات الجامع الصغير" المخطوط المحفوظ في مكتبة الأحمدية بـ"حلب". في أول (باب الوصية لذوي الأرحام وأهل البيت والأمهات والأختان والجيران)، حيث قال: بني الباب على أصول. أحدها: أن حقائق الأسماء تعرف من أهل اللغة، وقول محمد فيه حجة، لأنه كان إماما في اللغة، أخذ الأصمعي بقوله في أبيات اللغة، -كذا في المخطوطة- في كثير من المواضع.
ثم قال قاضي خان في أول الفصل الرابع من الباب المذكور: … هكذا قال محمد رحمه الله تعالى، وقوله حجة في اللغة. انتهى.
وقال العلامة أمير كاتب الإتقاني: وقول محمد حجة في اللغة، استشهد بقوله أبو عبيد في "غريب الحديث". انتهى. نقله في "رد المحتار" باب الوصية للأقارب وغيرهم.
وقال ملك العلماء علاء الدين الكاساني في "بدائع الصنائع": محمد إمام في اللغة أيضا، واجب التقليد فيها، كأبي عبيد، والأصمعي، والخليل، والكسائى، والفراء، وغيرهم. وقد قلّده أبو عبيد مع جلالة قدره، واحتج بقوله، وكذا أبو العباس المبرد. وكان ثعلب يقول: محمد عندنا من أقران سيبويه، وكان قوله حجة في اللغة. انتهى. نقله في "رد المحتار" أيضا في كتاب الزكاة قبل باب زكاة الأموال بصفحات.