رسالتنا "النافع الكبير لمن يطالع الجامع الصغير"، وفي "الفوائد البهية"، و"تعليقاتها السنية". ونذكر ههنا قدرا ضروريا مع زيادات مفيدة، فاعلم أنه ذكر الكفوي في "طبقات الحنفية" أن الفقهاء يعني من المشايخ المقلدين على خمس طبقات.
الأولى: طبقة المتقدمين من أصحابنا، كتلاميذ أبي حنيفة، نحو أبي يوسف، ومحمد، وزفر، وغيرهم. فإنهم مجتهدون في المذهب، ويستخرجون الأحكام عن الأدلة الأربعة على حسب القواعد، التى قررها أستاذهم أبو حنيفة، فإنهم وإن خالفوه في بعض أحكام الفروع، لكنهم يقلدونه في قواعد الأصول، بخلاف مالك والشافعي وابن حنبل، فإنهم يخالفونه في أحكام الفروع، غير مقلدين له في الأصول، وهذه الطبقة هي الطبقة الثانية من الاجتهاد (١).
منزلته في الحديث الشريف:
أما السنة والحديث فقد كان فيهما إماما أيضا. وتآليفه الحديثية:"الموطأ"، و"كتاب الآثار"، و"الحجة على أهل المدينة"، ونسخته في الأحاديث المرفوعة.
وكذا تآليفه الفقهية الممزوجة بالحديث والآثار، كـ"كتاب الآثار"، و"السير الكبير"، و"السير الصغير" شهادة صدق على هذا. فهي الدالة الواضحة الناطقة على كثرة مروياته رحمه الله تعالى، وعلى كثرة شيوخه، ومعرفته برواته، ومراتبه.
وقد ذكر الأستاذ الدكتور محمد الدسوقي في كتابه "الإمام محمد بن الحسن الشيباني وأثره في الفقه الإسلامي" بعد أن درس كتب الإمام محمد بن الحسن دراسة فاحصة، ما نصّه: ويتبين من كل ما سلف أن جملة ما جاء من