للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هَذَا مَا ذكره ابْن حجر، وَلَقَد سَمِعت من بعض أحفاده أن الرسَالَة الَّتِي أتى فِيهَا بمسائل من مائة فن إِنَّمَا هِيَ لِابْنِهِ مُحَمَّد شاه.

وَرَأَيْت للْمولى الفناري عشْرين قِطْعَة منظومة، كل قِطْعَة مِنْهَا مسئلة من فن مُسْتَقل، وَغير أَسمَاء تِلْكَ الْفُنُون بطرِيق الإلغاز امتحانا لفضلاء دهره، وَلم يقدروا على تعْيين فنونها، فضلا عَن حل مسائلها، على أنه قَالَ فِي خطْبَة تِلْكَ الرسَالَة: وَذَلِكَ عجالة يَوْم مِمَّا تبصرون، وَشرح هَذِه الرسَالَة ابْنه مُحَمَّد شاه الْمَذْكُور، وَعين أسامي الْفُنُون، وَبَين الْمُنَاسبَة فِيمَا ذكره من الإلغازات، وَحل مشكلات مسائلها، ونظم عقيب كل قِطْعَة مِنْهَا قِطْعَة أخرى.

قَالَ فِي بَعْضهَا: قلت مؤكدا، وَفِي بَعْضهَا قلت مجيبا، وأتى بِأَحْسَن الأجوبة، وَشرح الْمولى الفناري "الرسَالَة الأثيرية" فِي الْمِيزَان شرحا لطيفا حسنا، وَقَالَ فِي خطبَته: شرعت فِيهِ غدْوَة يَوْم من أقصر الأيام، وختمت مَعَ أذان مغربه، بعون الْملك العلام، وَشرح "الْفَرَائِض السِّرَاجِيَّة" أَيْضا شرحا لطيفا، وهو من أحسن شروحها.

وَلما رأى "شرح المواقف" للسَّيِّد الشريف، علّق عَلَيْهِ تعليقات متضمنة لمؤاخذات لَطِيفَة على السَّيِّد الشريف، وَله كثير من الرسائل والحواشي، لَكِنَّهَا بقيت فِي المسودة، وَمنع الإفتاء والتدريس وَالْقَضَاء من تبييضها، وَسمعت من بعض الثِّقَات أن مَوْلَانَا حَمْزَة وَالِد الْمولى الفناري، كَانَ من تلامذة الشَّيْخ صدر الدّين القونوي، وَقَرَأَ عَلَيْهِ من تصانيفه "مِفْتَاح الْغَيْب"، وأقرأه على وَلَده الْمولى الفناري.

ثمَّ إن الْمولى الْمَذْكُور شَرحه شرحا وافيا، وَضَمنَهُ من معارف الصُّوفِيَّة ما لم تسمعه الآذان، وتقصر عَن فهمه الأذهان، وَسمعت من وَالِدي رَحمَه الله يَحْكِي عَن جدّي أن الْمولى الفناري كَانَ مدرسا بِمَدِينَة "بروسا" فِي مدرسة

<<  <  ج: ص:  >  >>