مناستر، وَكَانَ قَاضِيا بهَا، ومفتيا فِي المملكة العثمانية، وَكَانَ صَاحب ثروة عَظِيمَة، وجاه وَاسع، وَصَاحب أبهة وشوكة.
وَكَانَ إِذا خرج إلى الْجَامِع يَوْم الْجُمُعَة يزدحم النَّاس على بَابه، بِحَيْثُ يمتلئ من النَّاس مَا بَين بَيته وَبَين الْجَامِع الشريف، وَكَانَ لَهُ عبيد لَا يُحصونَ كَثْرَة.
حُكيَ أن الْمولى خطيب زَاده قَالَ للسُّلْطَان مُحَمَّد خَان: إن الْمولى الفناري من أحسن مصنفاته "فُصول الْبَدَائِع"، وَأَنا أزيفه بأدنى مطالعة، وَكَانَ لَهُ مَعَ ذَلِك اثْنَا عشر من العبيد، يلبسُونَ الثِّيَاب الفاخرة وَالْفراء النفيسة، وَكَانَ لَهُ فِي بَيته جوَار لَا يحصين كَثْرَة، أربعون مِنْهُنَّ يلبسن القلانس الذهبية.
وَحكي أيضا أنه مَعَ هَذِه الأبهة وَالْجَلالَة كَانَ يلبس نَفسه النفيسة ثيابًا دنيئة، وَكَانَ على رأسه.
عِمَامَة صَغِيرَة على زِيّ مَشَايِخ الصُّوفِيَّة، وَكَانَ يتعلل فِي ذَلِك، وَيَقُول: إن ثِيَابِي وطعامي من كسب يَدي، وَلَا يَفِي كسبي بِأَحْسَن من ذَلِك، وَكَانَ يعْمل صَنْعَة القزازية، وَكَانَ بَيته بَين الْمدرسَة وَبَين قصر السُّلْطَان بايزيدخان الْمَذْكُور، وَله مدرسة وجامع بِمَدِينَة "بروسا" ومرقده الشريف قُدَّام الْجَامِع.
يحْكى أنه خلف عشرَة آلَاف مُجَلد من الْكتب، يرْوى أنه شهد السُّلْطَان الْمَذْكُور عِنْده يَوْمًا بقضية، فَرد شَهَادَته، فَسَأَلَهُ عَن سَبَب رده، فَقَالَ: إنك تَارِك للْجَمَاعَة، فَبنى السُّلْطَان قُدَّام قصره جَامعا، وَعين لنَفسِهِ فِيهِ موضعا، وَلم يتْرك الْجَمَاعَة بعد ذَلِك.
ثمَّ إنه وَقع بَينهمَا خلاف، فَترك الْمولى الفناري مناصبه، ورحل إلى بِلَاد "قرامان"، وَعين لَهُ صَاحب "قرامان" كل يَوْم ألف دِرْهَم، ولطلبته كل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute