العوجاء كان ربيبه فكان يدسّ في كتبه هذه الأحاديث: و (أو عبد الله الثلجي كذّاب، وكان يضع الحديث، ويدسّه في كتب أصحاب الحديث أحاديث كفريات، فهذه الأحاديث من تدسيسه)، وهذا نصّ كلام ابن عدي في ترجمة حماد بن سلمة، وهذا من غريب التعدّي من ابن عدي، مرة يقول: يضع الحديث، وينسبه إلى أهل الحديث، ومرة يقول: يضع الحديث، ويدسّه في كتبهم، فكيف يعقل هذا، ولم يكن ابن شجاع خادما ولا ربيبا عند راو من الرواة، خاصة الحشوية منهم، حتى يتصوّر أن يدسّ بين كتب أحدهم شيئا، فكان هذا الجارح العامي اللاحن لم يكن يعرف مبلغ سعة علم ابن شجاع، وتصوّنه، وديانته، ووقاره، ووجاهته، حتي تكلّم فيه بكلام معه ما يبطله، فكفى الله المؤمنين القتال، فيا ترى هل يبقى الراوي مقبول الرواية بعد أن دسَّ في كتبه شيئا، وتلقّن ذلك، ورواه، فإذا لم يبرهن هذا الجارح الطالح على كتب من دسّ ابن شجاع؟ وماذا دسَّ؟ كيف دسّ؟ لا ينجيه من هذه الوقيعة الفاجرة المفضوحة إذا وقعت الواقعة كونه يرويها مثلا من عامي مثله، كأسراب طير يطير بعضها خلف بعض، فلعائن الله على من اجترأ على مثل هذا الافتراء على الأئمة الأبرياء، ففي "تبيين كذب المفتري" لابن عساكر (ص ٣٦٩)، و"الاختلاف في اللفظ" لابن قتيبة (ص ٤٥)، و"تكملة الرد على نونية ابن القيم"(ص ٩٧) من الإيضاح ما لا يدع أدنى شبهة في هذا الموضوع لمن أنصف وتدبَّر.
وحماد بن سلمة كان كثير الزواج، تزوّج ما يقرب مائة من النساء.
وهذا مما جعله شديد الاختلاط، وقد ذكر ابن عدي نفسه في ترجمته حديثه عن ثابت عن أنس أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قرأ، {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا}. الأعراف الآية ١٤٣، قال أخرج طرف خنصره، وضرب على إبهامه، فساخ الجبل، قال: فقال: حماد لثابت: تحدّث بمثل