هذا؟ قال: فضرب بيده في صدره، وقال: يقوله أنس، ويقوله رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأكتمه أنا؟ وقد أساء الضياء إلى نفسه بإخراج هذه الخرافة إلى مختارته، وحديثه عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أن محمدا رأى ربه في صورة شاب أمرد من دونه ستر من لؤلؤ، قدميه (هكذا)، أو قال رجليه في خضرة (١)، ونحو ذلك، نسأل الله السلامة، وأما قول الخطيب رواية عن محمد بن أحمد الآدمي عن محمد بن علي بن أبي داود عن زكريا السجي (كان محمد بن شجاع الثلجي كذَّابا احتال في إبطال الحديث عن رسول الله ورده نصرة لأبي حنيفة ورأيه) فالأدمي لم يكن صدوقا، وكان يسمع لنفسه في كتب لم يسمعها، كما نصّ على ذلك الخطيب نفسه، والساجي يحاول بقوله هذا أن يرمي ابن شجاع بدائه نفسه، كما يظهر من كتابيه في الاختلاف والعلل.
قال أبو الحسن بن القطَّان في الساجي:(مختلف فيه في الحديث وثّقه قوم، وضعَّفه آخرون). والذهي لم يعلم جرحا فيه أصلا، لكن علم الجرح فيه من علم، بل قتله أبو بكر الرازي في "أحكام القرآن"(١: ١١٣)، وأقبره بكشفه الستار عن اتجاهه، وإليك بعض ما يقوله: (فإن احتجّ محتج بما ذكره زكريا بن يحيى الساجي عن بندار وإبراهيم بن محمد التيمي، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا مجالد، عن أبي الودّاك، عن أبي سعيد، أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم سُئل عن الجنين يخرج ميتا، فقال إن شئتم فكلوه، فإن ذكاته ذكاة أمه. قيل له: قد روى هذا الحديث جماعة من الثقات عن يحيى بن سعيد، ولم يذكروا فيه: إنه خرج ميتا، ورواه جماعة عن مجالد، منهم: هشيم،
(١) ولا يصحّ هذا أصلا، لا في اليقظة ولا في المنام، راجع الأسماء والصفات، وتكملة الرد على النونية (ز).