وأما ذكاة الجنين فمشروح في النكت الطريفة (ص ٦٢) فليراجع البحث هناك من شاء. وأما رواية الخطيب عن أبي الفتح الأزدي في ابن شجاع فنحيلها إلى قوله:(كذاب لا تحلّ الرواية عنه لسوء مذهبه وذيغه عن الدين). فدليل كذبه هو ذيغه في نظره، فعلى هذا يكون للرافضي حق تكذيب من شاء من غير أهل مذهبه: في نقد الخطيب ومتابعة ابن الجوزى في الروايتين.
وأما من يقول: كان أحد الجهمية القائلين بالوقف في القرآن والمصنفين في ذلك، ولعثمان بن سعيد الدارمي كتاب في الرد عليه وعلى صاحبه بشر بن غياث المريسي وغيرهما من الجهمية. فقد اغترّ بخلطائه من الحشوية من غير أن يدرس كتاب الدارمي وغيره في هذا الموضوع.
وقول القواريري في رواية الخطيب: أن ابن شجاع كافر. يضرّ القواريري لا ابن شجاع، لأن الوقوف بالمعنى الذي سبق ليس من الكفر في شئ، كم كان لهم إذ ذاك من إكفار وتبديع وإضلال بأتفه الأسباب، والجدير بمثل عبيد الله بن عمر القواريري أن يتذكر إجابته في المحنة مع الأولين ويستحي من الكلام في مثل ابن شُجاع، ومثله يجب أن يكون آخر من يتكلّم فيه.
ومما حكى الذهبي في "تاريخه الكبير" أنه جاء من غير وجه، أن ابن الثلجي كان إذا سئل عن أحمد بن حنبل وأصحابه يقول: أيّ شيء قام به أحمد بن حنبل؟ فكأنه كان يرى أنه لم يشرف على تدوين المذهب، وإنه قطع التحدّث قبل وفاته بثلاث عشرة سنة، فبقي مسنده غير مهذّب. فتحرير المذهب، وتهذيب المسند كانا أمرين ضروريين، ولم يقم بهما، وثباته في الامتحان ما كان ابن شجاع يعدّه شيئا، لكونه على خلاف معه في المسئلة، لكن كفى للإمام أحمد فخرا ما نشر له أصحابه من علومه، التي ملأت الكون، بيد أن ابن شجاع كان غير مرضيّ عندهم، فكان ينال منهم، وينالون منه، بأبذأ