عز وحشمة، وكان بحرا في الوعظ، حافظا، فظهر له القبول، واستحكم أمره في مذهب الشافعي، ثم عاد إلى "مرو"، ودرس بها، صنف تصانيف، وقال أبو سعد السمعاني: سمعت شهر دار سمعت منصور بن أحمد، وسأله أبي، فقال: سمعت أبا المظفر السمعاني يقول: كنت حنفيا، فحجت، فرأيت رب العزة في المنام، فقال: عد إلينا يا أبا المظفر، فانتبهت، وعلمت أنه يريد مذهب الشافعي، فرجعت إليه. انتهى. ولنسرد ههنا عبارة أبي سعد السمعاني صاحب "الأنساب" المشتملة على ذكر أبيه وجدّه ووالد جدّه وغيرهم، قال: السمعاني بفتح السين المهملة، وفتح العين المهملة، سكون الميم، بينهما في آخره نون، هذه النسبة إلى سمعان، بطن من تميم، وممن انتسب إليه من سلفنا القاضي الإمام أبو منصور محمد ين عبد الجبّار بن أحمد بن محمد بن جعفر بن أحمد بن عبد الجبار بن الفضل بن الربيع بن مسلم بن عبد لله السمعاني المروزي، كان إماما، ورعا، متقنا، أحكم العربية واللغة، وصنف فيهما التصانيف المفيدة، وولداه أبو القاسم على، وأبو المظفَّر المنصور جدّي. أما أبو القاسم فهو على بن محمد ابن عبد الجبار السمعاني، كان فاضلا، عالما، كثير المحفوظ، خرج إلى "كرمان"، وصاهر الوزير بها، ورزق الأولاد، وكان قد سمع مع والده من شيوخه، ولما انتقل أخوه جدنا أبو المظفر من مذهب أبي حنيفة إلى مذهب الشافعي هجره وأظهر الكراهة له. وقال: خالفت مذهب الوالد، فكتب جدّي كتابا إليه، وقال: ما تركت المذهب الذي كان عليه والدي في الأصول، بل انتقلت من مذهب القدرية، فإن أهل "مرو" صاروا في أصول عقائدهم إلى رأي أهل القدر، وصنف كتابا يزيد على عشرين جزء في رد القدرية، وأهداه إليه، فرضى عنه، وطاب قلبه، وابنه أبو العلاء علي بن علي السمعانىِ، أقام عنده مدة يتعلم، ويدرس الفقه، ولما مات والده، فوّض إليه