للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما كان إلى والده من المدرسة وغيرها، ورزق أبو العلاءِ الأولاد، وهم بـ "كرمان" ونواحيها إلى الساعة علماء وجدنا أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار إمام عصره بلا مدافعة، وعديم النظير في وقته، ومن طالع تصانيفه وأنصف عرف محلّه من العلم، صنّف التفسير الحسن المليح، الذي استحسنه كل من طالعه، وأملى الحديث في مجالس، وصنَّف التصانيف في الحديث، مثل "منهاج أهل السنة"، و"الانتصار والرد على القدرية" وغيرها، وصنَّف في أصول الفقه "القواطع"، وفي الخلاف "البرهان"، وهو مشتمل على قريب من ألف مسئلة خلافية، والمختصر الذي سار في الآفاق والأقطار، الملقّب بالاصطلام، وفيه علي أبى زيد الدبوسي، وأجاب عن الأسرار، التي جمعها، وكان فقيها، مناظرا، انتقل بـ"الحجاز" إلى مذهب الشافعي، وأخفى ذلك إلى أن وصل إلى "مرو"، وجرى له في الانتقال محن ومخاصمات، وثبت عليه، ونصر ما اختاره، وكانت مجالس وعظه كثيرة النكت والفوائد، سمع الحديث الكثير في صغره وكبره، وكانت ولادته سنة ٤٢٦ هـ في ذى الحجّة، ووفاته يوم الجمعة، الثالث والعشرين من ربيع الأول سنة ٤٨٩ هـ بـ "مرو"، ورزق من الأولاد خمسة: أبو بكر محمد والدى، وأبو محمد الحسن، وأبو القاسم أحمد، وابن رابع وبنت، ماتا عقيب موته بمدة يسيرة، فأما والدي أبو بكر محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار كان والده يقول على روؤس الأشهاد في مجلس الإملاء: ابني محمد أعلم مني، وأفضل، تفقّه عليه، وبرع في الفقه، وفاق أقرانه، وشرع في عدة مصنَّفات، ما تم شيء منها، لأنه لم يتمتع بعمره، سافر إلى "الحجاز"، و"العراق"، ورحل إلى "أصبهان" لسماع الحديث، وأدرك الشيوخ والأسانيد العالية، وأملى مائة وأربعين مجلسا في الحديث، من طالعها علم أن أحدا لم يسبقها بمثلها، وكتب إليّ أجازة

<<  <  ج: ص:  >  >>