لنا في الشام إخوان … بظهر الغيب خوان
فأبدوا في الجفا شانا … به وجه الصفا شانوا
وظنوا أنهم ذهلوا … وما غدروا وما خانوا
ولما إن رأينا الذ … هل طبع الناس مذ كانوا
صفحنا عن بني ذهل … وقلنا القوم إخوان
وأبيات الشمس هى هذه:
لسان العدا إن ساء فهو كليل … قصير ولكن يوم ذاك طويل
وأقلام من ناواك ضلت وأخطأت … وليس لهم في ذا السبيل دليل
لقا إليك شان شأنه سوء فعله … وفعل الذي والى علاك جميل
فلا تحتفل مولاي إن قال قائل … ستنشدهم عند اللقا وتقول
وننكر إن شئنا على الناس قولهم … ولا ينكرون القول حين نقول
إذا طلعت شمس النهار تساقطت … كواكب ليل للأفول تميل
وهل يغلب البحر المعظم جدول … وهل يدعي قهر العزيز ذليل
وهل لجهول أن يقاوم عالمًا … وليس سواء عالم وجهول
فلا عجب إن خان خل وصاحب … لأن وجود الصادقين قليل
على أنني أصبحت للعهد حافظًا … وحاشا لدينا أن يضيع جميل
صفونا ولم نكدر وأخلص ودّنا … وفاء عهود قد مضت وأصول
وإنا لقوم لا نرى الغدر سنة … إذا ما رآه صاحب وخليل
نعم قد كبا عند الطراد جوادهم … وأنت كريم لا برحت تقيل
وكان بينه وبين جدّي القاضي محب الدين مراجعات ومطارحات كثيرة، لما كان بينهما من سالف مودّة وإخاء، ثم تغيرا وانحرفا، كما سأذكره، ولقد ذكر الجدّ في "رحلته" قطعًا من تلك المراجعات، ورأيت الفقير بخطّ الجدّ في بعض مجاميعه أبياتًا، كتبها إليه الشمس مسائلًا، فأجابه عنها الجدّ بأبيات