من نظمه، فأما أبيات الشمس فهي هذه، وتاريخ كتابتها سنة ست وسبعين وتسعمائة، وهي قوله:
أيا فاضلًا أثنت عليه الأفاضل … وشاعت وذاعت عن علاه الفواضل
جمعت علومًا ثم رحت تفيدها … فأصبحت فردًا في الورى لا تماثل
وكم غصت في القاموس نحو صحاحه … فأخرجت درا ليس يحويه فاضل
ففي نظمك الدر النضيد منظم … وفي النثر منثور الجواهر حاصل
حللت محب الدين في الشام فانثنت … تتيه بكم إذ زينتها الفضائل
ولا بدع أنت البحر في العلم والندى … وكم عم طلاب القرى منك نائل
رقيت مقامًا في الفصاحة ساميًا … يقصر عن غاياته المتطاول
لبيد بليد وامرؤا القيس مطرق … لديه وسحبان الفصاحة باقل
وقد أرسل المملوك نحوك سائلا … سؤال محب للحبيب يسائل
لأنك في الفقه الإمام محمد … لذلك قد قامت عليه الدلائل
فأي وكيل لا مجال لعزله … وإن مات ذو التوكيل فهو يزاول
بعثت سؤالًا عاطلًا نحو ربعكم … ولكنه يرجو الحلى ويحاول
وقد جاءكم عبد يروم كتابة … ويكفيه فخرًا أنه بك نازل
تأخرت في عصر وأنت مقدم … وفزت بما لم تستطعه الأوائل
فجد بجواب لا برحت تفيدنا … لأنك شيخ في الحقيقة كامل
وأما أبيات الجد فهذه، وهي قوله:
أهذي سطور أم قدود عوامل … وتلك شموس أم بدور كوامل
وهل هذه الألفاظ أزهار روضة … سقاها من المزن الغدير هواطل
وتلك المعاني أنجم مستنيرة … أم القاصرات الطرف فيها تغازل
وبعد فيا رب الفضائل والندى … ويا بحر علم ما لفضلك ساحل
لئن كان ما أظهرت في الطرس أنجما … فإنك شمس في سما الفضل رافل
وإن كان ما رصعت درا منظمًا … فإنك بحر في الحقيقة كامل