عظيمة، وإنما هو الشيخ السيّد محمد علي في طليعة خلفاء الشيخ الكنج مرادآبادي، كما ذكره الشيخ السيّد نفيس الحسيني في خلفاء الشيخ الحاج إمداد الله المهاجر المكّي في كتابه "أحوال وآثار" لشيخ العرب والعجم حاجي إمداد الله.
ومن الجدير بالذكر: أن فضيلته قد قام بخدمات جليلة ومآثر نبيلة عبر حياته، والحق أنك لا تجد هناك من لحظات حياته الغالية لحظة فارغة من آية مهمّة علمية ودينية، وإنه جاهد بجهاد كتابي في سبيل استيصال القاديانية والنصرانية عن أصولها وتدمير مبانيهما الأصلية، فله تاريخ أزهر، ولكن هناك مآثر ثلاث من حياته تحتلّ مكانة مرموقة في تاريخ "الهند" العلمي والديني، من بينها تأسيس دار العلوم ندوة العُلماء، وخانقاه رحماني مونكير، والجامعة الرحمانية.
وغير خاف أن ندوة العُلماء وتاريخها وخدماتها العلمية والدينية قد جاءت فيها كتب مستقلة، فهي ليست في حاجة ماسّة إلى أيّ تعريف في الكتاب، الذي نضعه بين يديك، وأما ما سواها من خانقاه رحماني، وجامعة رحمانية فلإتيانهما بين أيديكم موجز عن مادة صدرت في مجلة "دعوت وعزيمت" الشهرية بـ "دهلي"، من المعلوم أن الزاوية الرحمانية إحدى الزوايا الحية النامية الهندية، قد وضع الصوفي الصالح الكبير الشيخ السيد محمد على المونكيري حجر أساسها على امتثال أمر شيخه الشيخ العارف الجليل فضل رحمن الكنج مرادآبادي، وذلك في أوائل القرن العشرين.
إن المشايخ فيها ينتهى نسبهم إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني مرور بالسلاسل الأربعة هذه الزاوية مرجع هداية الحلق ومركز نفعهم، وسجّلت أرقاما عالية في مجال خدمات البلاد وأبنائها على نواح مختلفة، فإذا اشتدّت القاديانية، وازداد نشاطها وقوتها، وضعفت عقائد المسلمين، واختلّت، فقام