قال السخاوي: إنه حدّث، وأفتي، ودرّس مع لطف العشرة والتواضع، واشتهر اسمه، وبعد صيته، وأخذ الفضلاء عنه من كلّ مذهب.
وكان الحافظ ابن حجر أصغر من البدر العيني سنا باثنتي عشرة سنة، كان بينهما من المنافسة ما يكون بين المتعاصرين، مع ذلك علَّق ابن حجر من فوائد العيني، بل سمع عليه حديثين من "صحيح مسلم"، وحديثا من "مسند أحمد"، وخرّجها عنه في "البلدانيات"، وترجمه في عداد شيوخ في الطبقة الثالثة من "المجمع المؤسّس للمعجم المفهرس" باختصار.
وممن أخذ عن البدر العيني الإمام المحقّق كمال الدين بن الهمام، والحافظ العلامة قاسم بن قطلوبغا، والحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، والحافظ ناصر الدين أبو البقاء محمد بن أبي بكر بن أبي عمر الصالحي، المعروف بابن زريق محدّث الديار الشامية، والعلامة أبو الفتح محمد بن محمد بن على العوفي، والشيخ محب الدين محمد بن محمد بن عبد الرحمن المصري، وأبو إسحاق إبراهيم بن على بن أحمد القرشي، وأبو الوفاء محمد بن خليل الصالحي الحنفي، وبدر الدين الحسن بن قلقيلة الحسيني الحنفي، والعلامة زين الدين أبو بكر الكختاوي، وقاضى القضاة عز الدين أحمد بن إيراهيم الكتاني الحنبلي، والشيخ كمال الدين المالكى الشمني، والد التقي الشمني، والبدر البغدادي الحنبلي، وقطب الدين الخيضري، والبرهان بن خضر، وشمس الدين محمد بن عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كسباي الحنفي، جدد البيت العمادي بـ"الشام"، والقاضى نور الدين علي بن داود الخطيب الجوهري الحنفي المؤرّخ، وأبو المحاسن جمال الدين يوسف بن تغرى بردي الظاهري المؤرخ، وغيرهم من العُلماء الكبار في عصره، وفي سرد أسمائهم طول وإملال.
ويروي الحافظ جلال الدين السيوطي أيضًا عن البدر العيني، إلا أن روايته عنه بالإجازة العامة، ولم يقرأ عليه شيئًا لصغر سنّ السيوطي عند وفاة