وثلاثين وثلاثمائة وألف في "دهلى"، ونقل جسده إلى "ديوبند"، وصلى عليه جمع كبير، ودفن بجوار أستاذه الإمام قاسم النانوتوي.
كان مولانا محمود حسن آية باهرة في علوّ الهمة وبعد النظر، والأخذ بالعزيمة، وحبّ الجهاد في سبيل الله، قد انتهت إليه الإمامة في العصر الأخير في البغض لأعداء الإسلام، والشدّة عليهم، مع ورع وزهادة، وإقبال إلى الله بالقلب والقالب، والتواضع والإيثار على النفس، وترك التكلف، وشدة التقشّف، والانتصار للدين والحق، وقيام في حق الله، وكان دائم الابتهال، قوي التوكل ثابت الجأش، سليم الصدر، جيد التفقه، جيد المشاركة في جميع العلوم العقلية والنقلية، مطلعا على التاريخ، كثير المحفوظ في الشعر والأدب، صاحب قريحة في النظم، واضح الصوت، موجز الكلام في إفصاح وبيان.
تمتاز دروسه بالوجازة والدقة، والاقتصار على اللب، كثير الأدب مع المحدثين والأئمة المجتهدين، لطيفا في الرد والمناقشة.
كان قصير القامة، نحيف الجثة، أسمر اللون، كث اللحية في توسط، غير متكلّف في اللباس، عامته من الكرباس الثخين، وقور في المشي والكلام، تلوح على محياه أمارات التواضع والهم، وتشرق أنوار العبادة والمجاهدة، في وقار وهيبة مع بشر وانبساط مع التلاميذ والإخوان.
وكان قليل الاشتغال بالتأليف بالنسبة إلى غزارة علمه وكثرة درسه، له تعليقات لطيفة على "سنن أبى داود"، و"جهد المقل في تنزيه المعز والمذل"، كتاب له بالأردو في مسئلة إمكان الكذب وامتناعه، و"الأدلة الكاملة في جواب السؤالات العشرة" للشيخ محمد حسين البتالوي، و"إيضاح الأدلة في جواب مصباح الأدلة" لدفع الأدلة الأذلة للسيّد محمد [حسن الأمروهوي].