للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"دمشق"، فوصلها، ونزل في دار الشيخ إسماعيل العجلوني الجراحي، وبعد مدة أيام الضيافة نزل حجرته في المدرسة الباذرائية، وبعد برهة زار الأستاذ الشيخ عبد الغني، فرآه يقرأ في التدبيرات الإلهية، ولم تطل إقامته بها، بل شمر عن ساعد الهمة إلى الأراضي المقدسة ذات الابتسام، فرحل متوجّهًا إلى أراضي البقاع العزيزي وبلاد "صفد"، وفِى أوائل ذي الحجة سنة أربعين ومائة وألف، ولد له شيخنا السيّد محمد كمال الدين، وأرخ مولده صاحب الترجمة بقوله:

في ليلة الجمعة من أنصافها … ثالث شعبان أتى غلام

وفيه بشرت قبيل ما أتى … وبعده فسرّني الإنعام

ختام مسك قد حواه يفتدى … فأرخوا: محمد ختام

وأقام في "القدس المشرفة"، يتنقل من زيارة إلى أخرى مطرفة، وهو في تأليف وتصنيف وإرشاد إلى رب العباد إلى أن دخل شوال سنة خمس وأربعين، فعزم على الحج المبرور، وتوجه مع رفقائه، وأجلّهم: حسن بن الشيخ مقلد الجيوشي شيخ ناحية بني صعب في جبال "نابلس" إلى منزلة المزيريب، ومنها إلى مدينة الرسول، فنال أسنى مراد ومأمول.

ثم إلى "مكة المشرفة"، وقضى مناسك الحج، وعاد صحبة الحج الشامي، وصحبه إلى "القدس" الفاضل العالم الشيخ محمد بن أحمد الحلبي المكتبي، ومكث عنده نحو أربعين يومًا، وأدخله إلى الخلوات، وأفاض عليه كامل الثبات، وكان لقنه بعض أسماء الطريق، ثم أتمها هناك، وأجاز له بالبيعة للغير، وأقامه خليفة يدعو إلى الله، وفي سنة ثمان وأربعين ومائة وألف سار قاصدًا للبلاد الرومية، فمرَّ على البلاد الصفدية، ومنها: على "دمشق" ذات الربوع الندية ووصل لدار السلطنة في رابع عشر جمادى الأولى، وأقام فيها يجتمع بالأحباب والخلان، خصوصًا السيّد التافلاتي المصان.

<<  <  ج: ص:  >  >>