خال عنها، وتكلم المترجم بالرجاء بإخراج أخيه واستخلاصه من هذه المادة، ولم يصدعه في الحضرة السلطانية مرد، ولا تخوف.
وكان له رسائل مفيدة في المنطق والفلسفة والكلام والحكمة وغير ذلك، اطلعت على بعضها بخطه، وله تحريرات وأشعار، وشعره مقبول، ونثره حسن، ومن شعره ما مدح به المولى خليل الصديقي الدمشقي حين ولي قضاء "دمشق"، وهو قوله:
إذا بدت الخيام بدار سعدى … ولاح البدر في أفق التمام
وشمت البرق يلمع من ثغور … كغمز عيون سكان الخيام
وفاح عبير ساحتها فبلغ … سلامًا من متيم مستهام
فإن سألت فعرّض بي إليها … فإن غضبت فأعرض عن مرامي
وغالط إن فهمت فنون سحر … لتصرف وهمها عن إتهام
هذا منتحل من قول الوأواء الدمشقي:
بالله ربكما عوجا على سكني … وعاتباه لعل العتب يعطفه
وعرّضا بي وقولا في حديثكما … ما بال عبدك بالهجران تتلفه
فإن تبسم قولا في ملاطفة … ما ضرّ لو بوصال منك تسعفه
وإن بدا لكما في وجهه غضب … فغالطاه وقولا ليس نعرفه
وقد أنشدني قاضي "دمشق" المولى العالم الفاضل الماهر السيّد محمد طاهر الرومي في المعنى للملك الأشرف، وهو من الدوبيت:
باللطف إذا لقيت من أهواه … ذكره بما لقيت من بلواه
إن أحرده الحديث غالطه به … أو رق فقل عبدك لا تنساه
عودا لإتمام القصيدة المقدمة:
وتلك فنون سحر بليغ مدح … لأوحد عصره الفرد الهمام
به سعدت دمشق الشام لما … تولى قاضيًا شرع التهامي