للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تبوّأ من بحبوحة الفضل رتبة … بغير سناها نير الفضل لن يركا

إذا رمت تلقى المجد شخصًا ممثلًا … فشمه تراه لأمراء ولا شكا

تودّ الدراري عند بث صفاته … تطاولها فخرًا وتلزمه سدكا

متى خطبته المكرمات لنفسها … وفي فض ختم المجد قد أحرز الصكا

فلم يحكه مذ شبّ في الفضل فاضل … ولكنه عن حسن آدابه استحكى

وضوّع عرف الفضل منه بجلق … فيا فضل ما أنمى ويا عرف ما أزكى

ونظم أشتات المعالي إصابة … بعامل فكر قد أبى الطعنة السلكا

وأصبح في روض البديع مغردًا … بأفنان أفنان تعز بأن تحكى

من العمريين الأولى شاع ذكرهم … وقام مقام الفضل في الليلة الحلكا

فمن ذا يجاريه بفضل وسؤدد … وآدابه تلك التي بهرت تلكا

فما الروض غب القطر حرّكه الصبا … قدودًا أزهت من قضب باناته فركا

وسوط المثاني والمثالث قد غدا … يرجع الصدا يستنطق العود والجنكا

وترجيع عتب من محب بدت له … بروق الرضا ممن يعاتب فاستشكى

ودادك في قلبي لقد ضاع عرفه … بمدحك لما جال في القلب واحتكا

فخذ بكر فكر غادة قد زففتها … تجرّ حياء ذيل تقصيرها منكا

ودم وابق واسلم ما بكى من شجونه … أخو لوعة في رسم دار أو استبكى

فأجابه بقوله:

أتت والدراري الزهر تعترض الفلكا … وطوق الثريا كاد أن يقطع السلكا

وقد مدّ جيش الفجر بيض نصوله … ليوسع أطراف الظلام به فتكا

وجنح الدجى قد ضم فضل سواده … مخافة أن تغشى طلائعه وشكا

سوى ما توارى منه في مقل الظبا … وفي طرر الأصداغ واللمم الحلكى

وقد تلت الأنوار آية محوه … على مسمع الأزهار فابتدرت ضحكا

وغنت على الأغصان ورق حمائم … غناء غريض حرّك العود والجنكا

فتاة حذار الناظرين تلفعت … بمنسوج درّ أحكمت نسجه حبكا

<<  <  ج: ص:  >  >>