يكاد إذا استعرضت باهر حسنها … على مقل الأفكار أعجزها دركا
من العربيات التي من خبائها … تعير حجاب الشمس إن برزت هتكا
ويكسو أثيث الليل فاحم شعرها … إذا هي أبدت عن ذوائبها سدكا
وتبدو دنانير الحيا إن تصوّرت … بصفحة خدّيها وقد بهرت سبكا
سوى أن صحن الخدّ مذرق ماؤه … يد الحسن ألقت في قرارته مسكا
كحيلة أطراف الجفون لحاظها … تصول بأمثال القواضب أو أنكى
سلوا إن جهلتم قدّها بانة اللوا … وعن فعل عينيها سلوا المهج الهلكى
فلا قلب إلا وهو فيها معلق … ولا جسم إلا وهى تنهكه نهكا
أتتني وعندي من شواغل حبها … فصول هوى أجرت سحاب البكا سفكا
فقمت لها والعين سكرى بمائها … سرورًا وقد أوجست من وصلها شكا
فقلت فدتك الروح هل من إباحة … لكشف نقاب عن مقبلك الأذكى
فقالت إذا آنست من كوكب العلا … بروق الرضى أحرزت من ختمه الملكا
أخي الشيم الغرّ اللواتي عيونها … تروق كزهر الروض تفركه فركا
عذيق ثنيات العلا وجذليها الـ … محكك إن باراه قرن أو احتكا
صقيل حسام العزم أروع باسل … إذا اعتركت خيل المنون بنا عركا
هززت قناة الفضل منه بماجد … وأوسعت صدر المشكلات به شكا
بليغ إذا ما المادحون تناوبوا … فسيح القوافي ينتحي المسلك الضنكا
متى اقتحمت آياته كل بارع … تفك عقود القول أفهامه فكا
فكم قلدت سمعًا كم أسكرت نهى … وكم زينت طرسًا وكم توجت صكا
فللّه منه لوذعي تقاصرت … سهام الأماني عن مبالغة دركا
وكنت أزكى النفس حتى رأيته … فكبرت أجلاه وقد خاب من زكى
فأنى لأهل الفضل إنكار فضله … وقد شحنت من درّ آدابه فلكا
فما الروضة الغناء باكرها الحيا … ومدّ رواق السحب من فوقها حبكا
وكللها قطر الندى بفرائد … تودّ العذارى لو نظمن لها سلكا