عنه إلى "كجرات" نهض الساطان مظفَّر الحليم من بلاده إلى "مالوه" سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة بعساكره، فوصل إلى "دهار"، ثم إلى "مندو"، ونزل على القلعة، وشرع في المحاصرة، وأما مندلي رأي فإنه لما بلغه نزول السطان بـ "ديوله" قال لأصحابه: قرب منا المظفَّر، ولا سبيل إلى الحرب إلا إذا حضر رانا سانكا صاحب "جتور" فاكفوني أنتم القلعة، وأنا أسير إليه، وأصل به، وعلى هذا، ودععهم، وعزم لطلبه.
فلما نزل السلطان على القلعة خرج يوما فوج فيه نخبة من رجال القلعة، على أن يفتكوا بالمسلمين، وكانوا حذرين، فشدّوا عليهم، وقتلوا منهم كثيرا، وهرب الباقون، تركوا السيف، واعتمدوا الخديعة، فطلبوا الأمان لتسليم القلعة، وترددوا فيه أياما، ثم سألوا الأمان لأموالهم، فلما أجيبوا طلبوا المهلة لجمعة، ثم سألوا التباعد عن القلعة، ليأمنوا في الخروج، ولما فعل ذلك بلغه وصول رانا سانكا إلى "أجين".
فغضب السلطان، وركب إلى ربوة مرتفعة هناك، وجلس عليها، وأما الأمراء فكلّ منهم في سلاحه الكامل في ظل علمه واقف تحت الربوة، فطلب من بينهم عادل خان الفاروقي، صاحب "برهانبور"، وقلّده إمارة العسكر المجهّز لحرب صاحب "جتور"، وخلع عليه، وقلده سيفا، وحياضة، ومجنا وتسعة من الخيل وحلقة من الأفيال، وأوصاه، وودعه.
وكذلك طلب فتح خان صاحب "رادهن بور" وأعطاه مثله، وكذلك طلب قوام خان، ثم أوصاهما بعادل خان، ودعهما، ثم استدعى عسكر هؤلاء ووعدهم جميلا، وخص وجوه العسكر بالأقبية، وأمر بسائرهم بالتنبل على عادة "الهند" في الرخصة لهم، ونهض إلى منزله الأول، وجد في أسباب الفتح، ودخل القلعة عنوة في ثاني يوم نزوله، وعمل السيف فيهم، وكان آخر أمره أنهم دخلوا مساكنهم، وغلقوا الأبواب، وأشعلوها نارا، فاحترقوا وأهليهم، والسلطان تحت المظلة، وهكذا محمود وهما يسيران رويدا رويدا، والدماء تسيل