للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معك باثني عشر ألف فارس، إلى أن يجتمع رجالك، فطلب الخلجي أن يكون عنده ولده تاج خان، وألح عليه، فأجاب إلى ذلك، ووعده بالنصر في سائر الأوقات، وقال لآصف خان: ما لك ولأصحابك كافة من الجراية والولاية عندي، فهى على حالها، إلى أن ترجعوا إلى منازلكم، وما يعطيكم الخلجي فهو مضاف إليه التوسع في الوقت، وأمر الخلجي بخزانة، ثم ودعه، ونزل.

وقيل: إن مظفر شاه لما فتح القلعة، ودخلها سأله أركان سلطنته أن يستأثر بها، فالتفت إلى الخلجي، وودعه للنزول، وقال: له احفظ باب القلعة برجال لا يدعوا أحدا يدخلها بعد نزولي، حتى من ينتسب إليَّ، فالتمس الخلجي أن يمكث أياما، فأبى ونزل، ثم بعد ثلاث أضافه الخلجي، ودار به في العمائر التي ما مثلها يذكر في "الهند"، وانتهى إلى عمارة بابها مغلق، فاستفتحه، ودخل إلى حجر هناك، فأمر الطواشية بفتحها، واستدعاء من فيها، فإذا بنساء برزن في حلى وحلل، قلّ أن رأت العين مثلهن، وبأيديهن أصناف الجواهر، وما منهن إلا من سلّمت، ونثرت ما بأيديها على قدم السلطان، فلما رأى … أشار بأن يحتجبن لعدم حلية النظر إلى الأجنبية.

فقال الخلجي: كلّهن ملكي، وأنا مالك، والعبد وما ملك لمولاه، فدعا له، وعاد إلى قبابه.

وبالجملة فلما نهض للمسير راجعا نزل الخلجي، ومعه تاج خان، وآصف خان وشيعه إلى جدّه، وسأله الدعاء، ورجع، ورخص السلطان لعادل خان، فرجع إلى "برهانبور"، ووصل السلطان بالفتح والدعاء إلى "جانبانير"، وكان يوم دخوله مشهودا، كثر فيه الدعاء له من سائر عباد الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>