وكان فتح "مندو" في ثاني عشر من صفر سنة أربع وعشرين وتسعمائة.
ولبعض الشعراء في تاريخه:
مظفّر شاه سلطان جهانكير … أساس شرع ودين أز نو نهادي
كرفته قلعة مندو بشش روز … طلسم اينجنين محكم كشادي
هيمن بس بهر تاريخش كه كويم … كرفته ملك مندو باز دادي
وفيه:
مظفّر شاه سلطان جهانكير آنكه تيغ أو
بناى كفر را ويران ودين وشرع را نو كرد.
جو از بخت همايون كرد فتح قلعة مندو
بود تاريخ سال آن بهايون فتح مندو كرد.
وقال بعضهم في تاريخه:"قد فتح المندو سلطاننا"، وهذا من نوادر الوقائع، لا يذكر مثله لأحد من ملوك "الهند" وسلاطينها، بل سلاطين غيرها من البلاد.
وأعجب من ذلك أن هذا الخلجي وأسلافه كانوا من أعداء دولتهم، فإن جدّه محمود شاه الخلجي الكبير كان -سامحه الله- يصول عليهم مرة بعد أخرى، وفي كلّ مرة يخسر ويخيب في أمله، وأبوه غياث الدين الخلجي خرج إلى "كجرات" لنصرة كفّار الهنود على محمود شاه الكجراتي الكبير، وكذلك جدّه في أيام محمد شاه الكجراتي، سامحهما الله تعالى، ولله درُّ من قال:
هيهات أن يأتي الزمان بمثله … إن الزمان بمثله لبخيل.
قال الآصفي: وفي سنة إحدى وثلاثين وتسعمائة خرج السلطان إلى مصلى العيد للاستسقاء، وتصدق، وتفقّد ذوي الحاجة على طبقاتهم، وسألهم الدعاء، ثم تقدّم للصلاة، وكان آخر ما دعا به، كما