ثم نظرتُ فإذا برجال في هيئة قاض وشهود، كلّهم بصفة المرأة، فخطب أحدهم، وعقد، قبلت، ونهضوا.
وعادت المرأة، ومعها جارية حسناء، فتركها عندي، وانصرفتْ، فارتعتُ، وخفتُ خوفًا شديدًا، ولم أقربْ تلك الجارية، ورحلنا، وهي معنا.
فلمّا كان في اليوم الرابع حضرتْ تلك المرأة، فقالت: كأن هذه الشابّة ما أعجبتْك؟ فقلتُ: نعم.
قالتْ: فناولنيها.
ففعلت، فأخذتها وانصرفت، فلم أرها بعد ذلك.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى في "فوائد البهية": كذا أرّخه علي القارئ وغيره، وأرّخ الحافظ (١) ابن حجر العسقلاني وفاته سنة إحدى
(١) هو إمام الحفاظ أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد العسقلاني المصري الشافعي، وُلِد سنة ٧٧٣ هـ، وتعلم الشعر، فبلغ الغاية، ثم طلب الحديث، فسمع الكثير، ورحل، وتخرّج بالحافظ العراقي، وبرع، وانتهت إليه الرحلة، والرياسة في الحديث في الدنيا بأسرها، وتوفي في ذي الحجة سنة ٨٥٢ هـ. كذا ذكره السيوطى في "حسن المحاضرة"، وقد طالعت من تصانيفه "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة"، و"المجمع المؤسس"، ذكر فيه شيوخه، ومن عاصره، و"تهذيب التهذيب"، و"تقريب التهذيب"، و"لسان الميزان"، كلها في أسماء الرجال، و"الإصابة في أحوال الصحابة"، و"نخبة الفكر" في أصول الحديث، و "شرحه"، و"تلخيص الحبير" في تخريج أحاديث "شرح الوجيز الكبير"، و"تخريج أحاديث الأذكار"، و"تخريج أحاديث الكشاف"، اسمه "الكاف الشاف"، و"تخريج أحاديث الهداية"، اسمه "الدراية"، و"بذل الماعون في فضل الطاعون"، و"القول المسدّد في الذبّ عن مسند أحمد"، و"فتح الباري شرح صحيح البخاري"، و"مقدمة الهدي الساري"، و"الخصال المكفرة =