وتسعين، حيث قال في "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة": أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أنوشيروان الرازي الأصل ثم الرومي الحنفي أبو المفاخر بن أبي الفضائل جلال الدين بن حسام الدين بن تاج الدين، وُلِد سنة اثنين وخمسين وستمائة، وقرأ القرآن، واشتغل بالنحو والتفسير والفقه. قال القطب في "تاريخ مصر": واشتغل كثيرا، وكان جامعا للفضائل، ويحب أهل العلم مع السخاء، وحسن العشرة، وقد ولي القضاء، وهو ابن سبع عشرة سنة، ودرّس بـ "دمشق"، وقدم "مصر" سنة ثلاثين وسبعمائة، ومات سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، وكان قد انحنى من الكبر، وإذا مرض يقول: أخبرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام أني أعمر، فكان كذلك. وقال الشهاب بن فضل الله: كان كثير المروءة، حسن المعاشرة، سخي النفس. وحكى عنه أنه ذكر أعجوبة وقعتْ له مع امرأة من الجنّ، قد ذكرها صاحب "آكام المرجان". انتهى كلامه. قلتُ: هذه الأعجوبة التي أشار إليها ابن حجر، ذكرها صاحب "آكام المرجان في أحكام الجان" في الباب الثلاثين منه، فقال: حدّثنا القاضي جلال الدين أحمد ابن القاضي حسام الدين الرازي الحنفي، قال: سفرني والدي لإحضار أهله من المشرق، فألجأنا المطر إلى أن نمنا في مغارة، كنت في جماعة، فبينا أنا نائم إذا بشئ يوقظني، فانتبهت، فإذا أنا بامرأة وسط من النساء، لها عين واحدة مشقوقة في الطول، فارتعدت، فقالت: ما عليك بأس، إنما أتيتك لأزوّجك بابنة لي مثل القمر،
= للذنوب المقدمة والمؤخرة"، و"رسالة في تعداد الجمعة ببلد واحد"، وله "نكت على مقدمة ابن الصلاح"، و"رجال الأربعة"، و"تقريب المنهج بترتيب المدرج"، وغير ذلك، كل تصانيفه تشهد بأنه إمام الحفاظ، محقق المحدثين، زبدة الناقدين، لم يخلف بعده مثله.