إليه فقط، وتباعد عن حاشيته، ليكون محلّك وجاهك باقيا، ولا تتكلم بين يدي العامة، إلا بما تسأل عنه.
وإياك والكلام في المعاملة والتجارة، إلا بما يرجع إلى العلم، كيلا يوقف منك على رغبة في المال، فإنهم يسيئون الظنّ بك، ويعتقدون ميلك إلى أخذ الرشوة منهم، وبسط اليد إليها، ولا تضحك، ولا تتبسَّم فيما بين العامة، ولا تكثر الخروج إلى الأسواق، ولا تكلّم الصبيان المراهقين، فإنهم فتنة، ولا بأس أن تكلّم الأطفال، وتمسح رءوسهم، ولا تمش في قارعة الطريق مع المشايخ من العامة، فإنك إن قدمتهم أزرى ذلك بعلمك، وإن أخّرتهم ازدرى بك، من حيث إنهم أسنّ منك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لم يوقّر كبيرنا، ولم يرحم صغيرنا، فليس منا، ولا تقعد على قوارع الطريق، وإذا دعاك ذلك فاقعد في المسجد.
ولا تقعد على الحوانيت، ولا تأكل في الأسواق والمساجد، ولا تشرب من السقايات ومن أيدي السقّائين، ولا تلبس الديباج والحلي وأنواع الإبريسم، فإن ذلك يفضي إلى الرعونة، ولا تكثر الكلام في بيتك مع أهلك في الفراش، إلا وقت حاجتك إليها بقدر ذلك، ولا تكثر لمسها ومسّها ولا تتقرّب بها، إلا أن تذكر الله تعالى، وتستخير فيه، ولا تتكلم بأمر نساء الغير بين يديها، ولا بأمر الجواري، فإنها تنسط إليك في كلامك، ولعلّك إذا تكلّمت عن غيرها تكلمت عن الرجال الأجانب، ولا تتزوّج امرأة كان لها بعل أو أب وأم أو بنت إذا قدرت إلا بشرط أن لا يدخل عليها أحد من أقاربها، فإن المرأة إذا كانت ذات مال يدّعي أبوها أن جميع مالها له، وأنه عارية في يدها، ولا تدخل بيت أبويها ما قدرت.
وإياك أن ترضى أن تزف في بيتهم، فإنهم يأخذون أموالك، ويطمعون فيك غاية الطمع.