للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإياك أن تتزوج بذات البنين والبنات، فإنها تدّخر جميع المال لهم، وتسرق من مالك، وتنفق عليهم، فإن الولد أعزّ عليها منك، ولا تجمع بين امرأتين في دار واحدة، ولا تتزوّج إلا بعد أن تعلم أنك تقدر على القيام بجميع حوائجها، واطلب العلم أولا، ثم اجمع المال من الحلال، ثم تزوّج، فإنك إن اشتغلت بطلب المال في وقت التعلّم عجزت عن طلب العلم، ودعاك المال إلى شراء الجواري والغلمان، وتشتغل بالدنيا.

وإياك أن تشتغل بالنساء قبل تحصيل العلم، فيضيع وقتك، ويجتمع عليك الولد، ويكثر عيالك، فتحتاج إلى القيام بحوائجهم، وتترك العلم، واشتغل بالعلم في عنفوان شبابك، ووقت فراغ قلبك وخاطرك، ثم اشتغل بالمال ليجتمع عندك، فإن كثرة الولد والعيال تشوّش البال، فإن جمعت المال، فاشتغل بالتزوّج.

وعليك بتقوى الله وأداء الأمانة والنصحية لجميع الخاصة والعامة، ولا تستخف بالناس، ووقّرهم، ولا تكثر معاشرتهم، إلا بعد أن يعاشروك، وقابل معاشرتهم بذكر المسائل، فإنه إن كان من تعاشره من أهله اشتغل بالعلم، وإن لم يكن من أهله اجتنبك.

وإياك أن تكلّم العامة في أصول الدين والكلام، فإنهم قوم يقلّدونك، فيشتغلون بذلك، ومن جاءك يستفتيك في المسائل، فلا تجب إلا عن سؤاله، ولا تضمّ إليه غيره، فإنه يتشوّش عليه جواب سواله، وإن بقيت عشر سنين بلا كسب ولا قوت فلا تعرض عن العلم، فإنك إذا أعرضت عنه كانت معيشتك ضنكا على ما قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا}، وأقبل على متفقّهتك، كأنك اتخذت كلّ واحد منهم ابنا وولدا، لتزيدهم رغبة في العلم، ومن ناقشك من العامة والسوقة فلا تناقشه، فإنه

<<  <  ج: ص:  >  >>