رجالا لا صلة لهم بالعلوم الإسلامية ولا فيهم غيرة دينية، بل جلّ همّهم تحريف الدين، وطلب الدكتور فضل الرحمن المستشرق من جامعة ميككل لرياسة هذا المجمع، وإن هذا الرجل أراد أن يقبله العلماء، فاتصل بهم في بدء أمره، وأظهر لهم أنه يريد خدمة الإسلام والدين، ويحتاج إلى معونتهم، وبناء على رغبته ذهب الشيخ رحمه الله إلى مجمع البحوث الإسلامية مرة، وبين لهم طريق الصواب، وسبيل الرشاد، ولكن كل إناء يرضخ بما فيه، أصدر الرجل وأعوانه بيانات وكلمات، تخالف أصول الدين، وحرّفوا في الدين، وأنكروا الأحاديث النبوية، وأحلّوا الخمر والربا، وغير ذلك من الهفوات.
ونظرا إلى ذلك قام الشيخ بالدفاع عن الدين الحنيف، وردَّ ماكان يصدره هؤلاء في مجلتهم الشهرية فكر ونظر، ردّه بلسانه وقلمه وبمجلته الشهرية "بينات"، وأرسل على هؤلاء الطواغيت شهبا ثاقبة، واضطربت لذلك الأمة المحمدية، واضطرت الحكومة إلى أن تعزله عن رياسة المجمع، وبذلك قمع فتنته، ورجع الرجل إلى حيث أتى.
٤ - الشيخ ونقده الأستاذ المودودي:
إن الأستاذ المودودي بدأ حياته كصحفي، ثم جعل يدعو الناس إلى إنشاء حكومة صالحة إسلامية، وأخذ يتقدم إلى أن شكل جماعة باسم الجماعة الإسلامية، لبذل الجهود لإنشاء حكومة إسلامية صالحة باسم تجديد الدين وإحيائه، ولبى الشعب المسلم على دعوته، حيث كانوا تحت ظلّ الحكومة البريطانية، وكانوا ينتظرو إنشاء الحكومة الإسلامية، فلمّا رأى الناس الاسم الحسن لدعوته والصورة الطيبة لندائه، لبّوا على دعوته، زاعمين فيها شفاء غلّتهم، ولكن بالأسف ظهر من قلمه ولسانه ما نبّه العلماء على هذه