للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأخطاء، وتفرّسوا الخطرات في أفكاره من الزيغ والانحراف والطعن على السلف من أقدم العصور إلى اليوم، وبناء على ذلك أصدر مركز الفتوى في "الهند" رياسة دار الإفتاء في دار العلوم بـ"ديوبند" الفتوى في الأستاذ المذكور وجماعته، وحذروا المسلمين عن المشاركة معه في جماعته، وأن من يتبعه، ويقول بقوله فهو آثم وعاص.

وقد اتخذ العلماء وجهابذة الدين قرارا في حقّه وحق جماعته، وقالوا: إن مطالعة كتبه وتآليفه وحزبه تجعل الناس في حرية من اتباع أئمة الدين، وأن لا يبق لهم صلة بهم، الذي يتسبّب لضلالهم، ويضع صلتهم بالدين، وبالصحابة حملة الدين وناقليه، فنحن نعلن براءتنا عن هذه الجماعة (١)، وقد اتفق على هذا القرار الأجلة من العلماء والمفتين، الذين كان عليهم مدار الفتوى، ثم صدر هذا القرار منهم قبل أن يظهر من الأستاذ المذكور ما بدا في الأيام الأخيرة من شدة شكيمته في الطعن على الصحابة والتابعين، ولم يكن إذ ذاك صاحب تفسير، ولا صاحب "تجديد دين"، ولا صاحب "خلافة وملوكية" ما احتوى طامات، ولو رأوا ما رأينا، وبدا لهم ما بدا، لكان حكمهم أشدّ، ولكنهم لفراستهم الإيمانية تفرّسوا الخطر ببصائرهم، ونصحوا القوم بالاحتراز والتجنّب (٢).

وقد نقد الشيخ رحمه الله في كتيبه باسم "الأستاذ المودودي وشئ من حياته وأفكاره" الأستاذ في آرائه التي تخالف الدين وتناقضه حرصا لإبقاء آخرته ونصحا له، وإرشادا شأن الأبرار المتقين، ولم يخف في ذلك لومة لائم،


(١) الأستاذ المودودي (١ - ٤٨، ٤٩)، وقد صدر هذا القرار في ٢٧/ ١٠/ ١٣٧٠ هـ الموافق ١/ ٨/ ١٩٥١ م.
(٢) الأستاذ المودودي (١ - ٤٨ و ٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>