قال: فقال لي: كيف تسمع يا أبا الهُذيل؟ فقلت: هذا يضع الهناء مواضع النقب.
ثم إن أبا الهذيل نقض على ابن أبي حفصة، فقال:
فقُل للفاخرين علَلَى نِزارٍ … وهُمْ في الأرضِ سَادَاتُ العبَادِ
رَسُولُ اللهِ وَالْخُلَفاءُ منَّا … ونَبْرَأ من دَعِيّ بَنِي إيَادِ
ومَا مِنَّا إيَادٌ إذْ أقَرَّتْ … بدَعْوةِ أحمدَ بن أبي دُواد
فبلغ ابن أبي دُواد قوله، فقال: مَا بلغ مني أحدٌ ما بلغ هذا الكلام، ولو لا أني أكره أن أُنبه عليه، لعاقبته عقابًا لم يعاقب أحدٌ مثله، جاء إلى منقبة كانت لي، فنقضها عروة عروة.
كذا عزاه الخطيب إلى ابن أبي حفصة وأبي الهُذيل، وقال الصلاح الصفدي، في كتاب "المجاراة والمجازاة": إن الأبيات الأول لمروان بن أبي الجنوب، والأبيات الثانية لأبي الهفان المهزمي. والله أعلم.
وروى أن ابن أبي دواد، كان بينه وبين محمد بن عبد الملك الزيّات، وزير المعتصم، مناقشات وشحناء، حتى قيل: إن أحمد قال له مرّة: والله ما أجيئك مُتكثرًا بك من قلّة، ولا متعززًا بك من ذلّة، ولكن أمير المؤمنين رتبك رتبة أوجبت لقاك، فإن لقيناك فله، وإن تأخرنا عنك فلك. ثم نهض من عنده.
قال ابن خلكان: وكانتْ وفاته بعد موت الوزير المذكور بسبعة وأربعين يومًا.
قال: ولما حصل له الفالج، ولي القضاء موضعه ابنه أبو الوليد محمد، ولم تكن طريقته مرضية، وكثر ذامّوه، وقلّ شكروه، حتى قال إبراهيم بن العبّاس الصولي: