للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَفَّتْ مَسَاوٍ تَبَدَّتْ منكَ ظاهِرةٌ … على مَحاسِنَ أبْقاها أبوكَ لكَا

قِفْ قد تقدَّمتَ أبْناء الكرامِ به … كما تقدَّمَ آبَاءُ اللِّئام بِكا

قال ابن خلكان: ولعمري، لقد بالغ في طرفي المدح والذمّ، وهو معنى بديع.

قال: واستمرّ على القضاء إلى سنة تسع وثلاثين ومائتين، فسخط المتوكّل على القاضي أحمد وولده محمد، فأخذ من الولد مائة ألف دينار، وعشرين ألف دينار، وجوهرًا بأربعين ألف دينار، وسَيَّرهُ إلى "بغداد" من سُرّ من رأى، وفوّض القضاء إلى يحيى بن أكثم الصيفي (١).

وقال بعض البصريين يهجوه، حين بلغه أنه فُلج:

أفَلَتْ نُجُومُ سُعودِك ابنَ دُوَادِ … وَبَدتْ نُحُوسُكَ في جميع إيَادِ

فَرِحَتْ بمَصْرَعِكَ البَرِيَّةُ كُلُّها … مَن كَان منها مُوقنًا بمعَادِ

لم يَبْقَ منكَ سِوَى خَيَالٍ لامِعٍ … فوق الفِرَاشِ مُمَهَّدًا بوِسادِ

وَخَبتْ لَدَى الخلفاء نارٌ بَعْدَ مَا … قد كنت تَقْدحُهَا بكُلِّ زِنادِ

أطْغاك يا ابنَ أبي دُوادٍ رَبُّنا … فجَرَيْتَ في مَيْدَان إخْوةٍ عَاد

لم تَخْشَ مِن رَبِّ السَّماءَ عُقوبَةً … فسَنَنْتَ كلَّ ضَلالةٍ وفَسَادِ

كمْ مِن كَريمةِ مَعشرٍ أرْمَلتها … وَمُحَدِّث أوْثَقْتَ بالأقْيادِ

كمْ من مَسَاجد قد مَنْعتَ قُضاتَها … مِن أن تُعدّلَ شاهدًا برَشَادِ

كم مِن مَصابيحٍ لهَا أطْفَيْتَهَا … كيمَا تُزِلَّ عن الطَّريق الهَادي

إن الأسارَى في السُّجُونِ تفَرَّجُوا … لما أتَتْكَ مَوَاكب العُادِ

وغَدَا لمِصْرَعك الطبيبُ فلم يجِدْ … لعلاجِ مَا بِكَ حِيلَةَ المِرْتادِ


(١) ذكرت مصادر الترجمة أن ابن داود توفي سنة أربعين ومائتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>