صورته -بعده أن ذكر غالب ما نقلناه هنا من "الدرر" منه-: جمع تخريج أحاديث "الهداية"، فاستوعب فيه ما ذكره صاحب "الهداية" من الأحاديث والآثار في الأصل، وما أشار إليه إشارة، ثم اعتمد في كل باب أن يذكر أدلة المخالفين، ثم هو في ذلك كثير الإنصاف، يحكي ما وجده من غير اعتراض، ولا تعقب غالبا، فكثر إقبال الطوائف عليه، واستوعب أيضا في تخريج أحاديث "الكشّاف" ما فيه من الأحاديث المرفوعة خاصة، فأكثر من تبيين طرقها، وتسمية مخرجيها على نمط ما في أحاديث "الهداية"، لكنه فاته كثير من الأحاديث المرفوعة، التي يذكرها الزمخشري بطريق الإشارة، ولم يتعرض غالبا لشيء من الآثار الموقوفة، ورأيت بخطه كثيرا من الفوائد، مفرقا، رحمه الله، وعفا عنه بمنه وكرمه. انتهى ما حكاه التميمى في "طبقاته".
وقال الشيخ جلال الدين السيوطي في "ذيل تذكرة الحفاظ" - للذهبي: سمع من أصحاب النجيب، وأخذ عن الفخر الزيلعي، شارح "الكنز"، والقاضي علاء الدين ابن التركماني، وابن عقيل، وغير واحد، ولازم مطالعة كتب الحديث إلى أن خرج "أحاديث الهداية - وأجاديث الكشاف" واستوعب ذلك استيعابا بالغا. اهـ. ومثله قال في "حسن المحاضرة" عند ذكر حفاظ الحديث ونقاده بـ "مصر".
قال محمد زاهد الكوثري في "حواشيه" على "ذيل ابن فهد": واستمدّ ابن حجر نفسه في تخاريجه كذلك، وقال الفاضل المحقق الشيخ عبد الحي اللكنوي في "الفوائد البهية" به استمدّ من جاء بعده من شراح "الهداية"، بل به استمدّ كثيرا الحافظ ابن حجر في تخاريجه: كتخريج أحاديث "شرح الوجيز" - للرافعي. وغيره. اهـ. وقال الكوثري والزيلعى أعلى طبقة من العراقى، وعمله هذا معه - أي مرافقته في التخاريج - يدل على ما كان عليه من