أما وفاة هذا الإمام الجليل، فقد اتفقت كلمتهم، ممن ترجم له -كابن حجر، وابن فهد، والسيوطي، والتميمي، والكفوي- على وفاته في "المحرم سنة اثنتين وستين وسبعمائة" - ٧٦٢ - هجرية، وزاد ابن فهد تعيينه:"بالحادي عشر من المحرم"، ولم يتعرض أحد منهم لذكر تاريخ ولادته، ودفن بـ"القاهرة"، واتفقت به كلمة من تعرض لوفاته، والعجب أنه لم يعين أحد قبره، ولا جهته، من أصحاب التراجم، ورجال الطبقات، والمؤلفين في خطط القاهرة، وآثار مصر: كالمقريزي وغيره، والمتصدين لذكر مزارات الأولياء، وقبور الصالحين بـ"القاهرة"، كالسخاوي وغره، إلا أن علي باشا مبارك في "الخطط التوفيقية" ذكر عند ذكر شارع باب الوزير، في ص ١٠٣ - ج ٢، عطفة الزيلعي، وقال: عرفت بضريح الشيخ الزيلعي المدفون بها. هـ. فالله أعلم.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد"(ص ٢٢٨): قد طالعت تخريجه، وهو تخريج نافع جدا، به استمدَّ من جاء بعده من شراح "الهداية"، بل منه استمدَّ كثيرا الحافظ ابن حجر في تخاريجه كتخريج أحاديث "شرح الوجيز" للرافعي، وغيره، تخريجه شاهد على تبحّره في فن الحديث وأسماء الرجال وسعة نظره في فروع الحديث إلى الكمال، وله في مباحث الحديث إنصاف لا يميل إلى الاعتساف، وفي "الدرر الكامنة" للحافظ ابن حجر، ذكر لي شيخنا الزين العراقى أنه كان مرافقا للزيلعي في مطالعة الكتب الحديثية لتخريج الكتب، التي كانا قد اعتنيا بتخريجها، فالعراقي لتخريج أحاديث "الإحياء"، والأحاديث التي يشير إليها الترمذي في كل باب، والزيلعي لتخريج