نواحى المسلمين في بلاد "الهند" و "خراسان" و "ما وراء النهر" من بلاد الترك والتتر إلى أقصى ثغر بالمشرق ثم أرض "العراق" و "الجزيرة" و "بلاد الحجاز" و "الشام" و "قسطنطنية" وما والاها إلا وقد نمي فيها طريقته، وجرى على ألسنة أهلها ذكره، إليه ينتمون، وبه يتبرّكون، بل دخلتْ طريقته إلى أقصى المغرب مثل "فاس" وغيرها، يعرف ذلك بمراجعة "المنح البادية" لمحمد بن عبد الرحمن الفاسى، وغير ذلك، وفي هذا حجّة واضحة على جليل شأنه عند الله ورفيع مكانه في أولياء الله، حيث أشاع طريقته في مشارق أرضه ومغاربها، وعمّ هذه الأمة برغائب فيوضه وغرائبها، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
ومن مصنّفاته المشهورة: الأسفار الثلاثة من مكاتيبه، بحر من العلم والحقائق، وكنز من الرموز والدقائق، ورسائل مفردة، كـ "المبدأ والمعاد"، و "المعارف اللدنية"، و "المكاشفات الغيبية"، وغير ذلك.
وله رضى الله عنه في بيان العقائد على مذهب الماتريدية، ولتهذيب طريقة الصوفية النقشبندية لسان أيّ لسان!
ومن أياديه على رقاب كثير من الناس: أنه أوضح الفرق بين وحدة الوجود وبين وحدة الشهود، وبيّن أن وحدة الوجود شئ يعتري السالك في أثناء السلوك، فمن ترقّى مقاما أعلى من ذلك يتجلّى له حقيقة وحدة الشهود، فسدّ بذلك طريق الإلحاد على كثير ممن كان يتستّر بزيّ الصوفية، ويتأوّل كلامهم على أهوائه الزائغة.
ومنها: أنه باحث الملاحدة الذين كانوا في زمانه، وجادلهم جدالا حسنا بقلمه ولسانه، وكذلك ردّ على الروافض، ونقض بدعاتهم، وردّ على الضعفاء مكايدهم، فحمى بذلك حمى الدين، وحرس بيضة المسلمين.