ورواية أنه جعل تراجمه في الروضة الشريفة محموله على نقلها من المسوّدة إلى المبيضة، كذا قيل، ويمكن حمله على حقيقته.
ونقل عن أبي جمرة عمن لقيه من العارفيين أنه ما قرئ في شدة إلا وفرجت، وما ركب به في مركب فغرق، وأنه كان مجاب الدعوة، ولقد دعا لقارئه.
قال الحافظ ابن كثير: وكان يستسقى بقراءته الغيث، قيل: ويسمى الترياق المجرب.
ونقل السيّد جمال الدين عن عمّه السيّد أصيل الدين أنه قال: قرأت البخاري مائة وعشرين مرة للوقائع والمهمّات لي ولغيري، فحصل المرادات، وقضى الحاجات.
وهذا كله ببركة سيد السادات ومنبع السعادات عليه أفضل الصلوات وأكمل التحيات.
قيل: وكان ورده في رمضان ختمة في كل يوم وثلثها في سحر كل ليلة، ولسعه زنبور، وهو في الصلاة في ستة عشر أو سبعة عشر موضعا، فقيل له: لم لم تخرج من الصلاة أول ما لسعك، قال كنت في سورة، فأحببت أن أتمها، وكان يقول: أرجو اللَّه أن لا يحاسبني، إني ما أغتبت أحدا، فقيل له: إن بعض الناس ينقم عليك التاريخ، فإنه غيبة، فقال: إنما روينا ذلك رواية، ولم ننقله من عند أنفسنا، وقال عليه الصلاة والسلام: بئس أخو العشيرة، قال: واحفظ مائة ألف حديث صحيح، ومائتي ألف غير صحيح، أي باعتبار كثرة طرقها، مع عدم المكرر، والموقوف، وآثار الصحابة، والتابعين، وغيرهم، وفتاويهم، مما كان السلف يطلقون على كله حديثا.
وقيل: كان يحفظ وهو صبي سبعين ألف حديث سردا، وينظر في الكتاب نظرة واحدة، فيحفظ ما فيه، وكان يقول: دخلت "بلخ"، فسألني أهلها أن أملي عليهم من كل من كتبت عنه، فأمليت ألف حديث عن ألف شيخ، ولبلوغ