للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العلماء، وهي علوم الشريعة، والفرق بينهم وبين العلماء أن تلك العلوم بالنسبة إلى العلماء نظرية واستدلالية، وبالنسبة إليهم كشفية وضرورية.

وقال في الشريعة:

اعلم أن الشريعة متكفّلة بجميع السعادات الدنيوية والأخروية، ولا يوجد مطلب يحتاج في تحصيله إلى غير الشريعة، وأما الطريقة والحقيقة فهما خادمان للشريعة، وتحصيلهما لتكميل الشريعة لا غير، وأما الأحوال والمواجيد والمعارف، التى تظهر للصوفية في أثناء الطريق، فليست من المقاصد، بل هى أوهام وخيالات، تربى بها الأطفال، فلا بدّ من العبور عنها في النهاية.

وقال في التوحيد:

اعلم أن الوحيد قسمان: توحيد شهودي، وتوحيد وجودي، والذي لا بدّ منه هو التوحيد الشهودي، الذي يتعلّق به الفناء، والتوحيد الشهودي لا يخالفه العقل ولا الشرع، بخلاف التوحيد الوجودي، فإنه يخالفهما، ويتّضح ذلك بمثال. وذلك أنه قال شخص عند طلوع الشمس واختفاء الأنجم: ليس في السماء إلا الشمس، فهذا القول صحيح، لا يخالف العقل ولا الشرع، إذ لا يرى حينئذ إلا الشمس لضعف بصره، فلو أعطى حدّة البصر لرأى النجم مع الشمس، بخلاف ما لو قال ذلك قبل طوع الشمس، فإنه يكذبه العقل والشرع. وأما أقوال المشايخ التي وردتْ في التوحيد فلا بدّ أن تحمل على التوحيد الشهودي، حتى لا تخالف العقل والشرع.

يقول الإمام السرهندي في رسالة، كتبها إلى الشيخ فريد البخاري "إن التوحيد الذي يحصل للصوفية في أثناء سلوكهم ينقسم قسمين: التوحيد الشهودي، والتوحيد الوجودي.

<<  <  ج: ص:  >  >>