وعن أبي عبد الله الشافعي، فيما نقله ابن أبي حاتم، عن ابن أخي ابن وهب عنه، قال: ولدت بـ "اليمن" -يعني القبيلة، فإن أمه أزدية- قال: فخافت أمي على الضيعة، وقالت: الحق بأهلك، فتكون مثلهم، فإني أخاف عليك أن تغلب على نسبك، فجهزتني إلى "مكة"، فقدمتها يومئذ وأنا ابن عشر سنين، فصرت إلى نسيب لي، وجعلت أطلب العلم، فيقول لي: لا تششغل بهذا، وأقبل على ما ينفعك، فجعلت لذتي في العلم.
قال ابن أبي حاتم: سمعت عمرو بن سواد: قال لي الشافعي: ولدت بـ "عسقلان"، فلما أتى علي سنتان، حملتني أمى إلى "مكة".
وقال ابن عبد الحكم: قال لي الشافعي: ولدت بـ "غزة" سنة خمسين ومائة، وحملت إلى "مكة" ابن سنتين.
قال المزني: ما رأيت أحسن وجها من الشافعي رحمه الله، وكان ربما قبض على لحيته فلا يفضل عن قبضته.
قال الربيع المؤذن: سمعت الشافعي يقول: كنت ألزم الرمي حتى كان الطبيب يقول لي: أخاف أن يصيبك السل من كثرة وقوفك في الحر، قال: وكنت أصيب من العشرة تسعة.
قال الحميدي: سمعت الشافعي يقول: كنت يتيما في حجر أمي، ولم يكن لها ما تعطيني للمعلم، وكان المعلم قد رضي منى أن أقوم على الصبيان إذا غاب، وأخفف عنه.
وعن الشافعي قال: كنت أكتب في الأكتاف والعظام، وكنت أذهب إلى الديوان، فأستوهب الظهور، فأكتب فيها.
قال عمرو بن سواد: قال لي الشافعي: كانت نهمتي في الرمي وطلب العلم، فنلت من الرمي حتى كنت أصيب من عشرة عشرة، وسكت عن العلم، فقلت: أنت والله في العلم أكبر منك في الرمي.