تشييدها بالكتاب والسنّة، وتمييز العلم المنقول من المحرّف المدخول، وفرق السنّة السنيّة من البدعة غير المرضيّة، كما قال في "التفهيمات الإلهية".
ومن نعم الله عليّ ولا فخر أن جعلني ناطق هذه الدورة وحكيمها، وقائد هذه الطبقة وزعيمها، فنطق على لساني، ونفث في نفسي، فان نطقت بأذكار القوم وأشغالهم نطقت بجوامعها، وأتيت على مذاهبهم جميعها، وإن تكلّمت على نسب القوم فيما بينه وبين ربّهم، زويت لي مناكبها، وبسطت في جوانبها، ووافيت ذروة سنامها، وقبضت على مجامع خطامها، وإن خطبت بأسرار اللطائف الإنسانية تعوضت قاموسها، وتلمّست باغوسها، وقبضت على جلابيبها، وأخذت بتلابيبها.
وإن تمطيت ظهر علوم النفوس ومبالغها، فأنا أبو عذرتها، آتيهم بعجائب لا تحصى، وغرائب لا تكتنيه ولا اكتناهها، يرجى، وإن بحثت عن علم الشرائع والنبوّات فأنا ليث عرينها، وحافظ جرينها، ووارث خزائنها، وباحث مغانيها.
وكم لله من لطف خفي … يدقّ خفاء عن فهم الذكيّ
وقال في موضع آخر من ذلك الكتاب: لما تمّت بي دورة الحكمة ألبسني الله خلعة المجدّدية، فعلمت علم الجمع بين المختلفات، انتهى.
وقد أثنى عليه الأجلّة من العلماء
ومنهم: شيخه أبو طاهر محمد بن إبراهيم المدني، قال: إنه يسند عني اللفظ، وكنت أصحّح منه المعنى، أو كلمة تشبه ذلك، وكتبها فيما كتب له، وهذا يقرب من قول البخاري في أبي عيسى حين قال له: ما انتفعتُ بكَ أكثر مما انتفعتَ بي، وليس وراءه مفخرة ترام، ولا فوقها منقبة تتمنى.