للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبارة وإشارة مبلغه، وهو الكامل المكمّل، زبدة المتقدّمين، قدوة المتأخرّين، قطب المدقّقين، غوث المحقّقين الشيخ ولى الله المحدّث الدهلوي -سلمه الله سبحانه- ومن كان له لطف قريحة وطالع مصنّفاته الشريفة، وتحقّق بقواعدها وقوانينها، خصوصا كتاب "حجّة الله البالغة"، و (اللمحات"، و "ألطاف القدس"، و "الهمعات"، و "المكتوب المرسل إلى المدينة"، و "الكتاب المسوّى في شرح الموطأ" لم يبق له ريبة في تصديق هدا المطلب الأهنى والمقصد الأقصى، (قل الحق من ربّكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، فمثل مصنّفاته الشريفة بالنسبة إلى التصنيفات السابقة في العلوم مثل رجل ماهر باللغات بأسرها إلى جماعة وجدوا دينارا يطلب به كلّ واحد بلغته العنب، فوقع خصام وخلاف بينهم بسبب اختلاف ألفاظهم، فأخذ هذا الرجل الدينار من أيديهم، وأشترى عنبا، وأعطاهم، فلمّا رأوا ذلك شكروا له، ورضوا بينهم، وتعانقوا، فافهم، انتهى.

وذكر الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي في "المقامات) أن شيخه مرزا جانجانان العلوي الدهلوي كان يقول: إن الشيخ ولي الله قد بيّن طريقة جديدة، وله أسلوب خاص في تحقيق أسرار المعارف وغوامض العلوم، وإنه ربّاني من العلماء، ولعلّه لم يوجد مثله في الصوفية المحقّقين الذين جمعوا بين علم الظاهر والباطن، وتكلّموا بعلوم جديدة إلا رجال معدودون، انتهى.

وذكر محسن بن يحيى الترهتي في "اليانع الجني" أنه سمع شيخه العلامة فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، مرّتين يثني عليه، فيحسن الثناء، من ذلك ما سمعه حين كان ببلدة "ألور" وكانت وقعت في يده نسخة من كتاب "إزالة الخفاء"، فكان أولع بها، ويكثر النظر فيها، أوان فراغه من

<<  <  ج: ص:  >  >>