صبيح مليح أدعج العين أشكل … فصيح له الإعام ليس بشائب.
وأحسن خلق الله خلقا وخلقة … وأنفعهم للناس عند النوائب.
وأجود خلق الله صدرا ونائلا … وأبسطهم كفا على كلّ طالب.
وأعظم حرّ للمعالي نهوضه … إلى المجد سام للعظائم خاطب.
ترى أشجع الفرسان لاذ بطهره … إذا أحمر باس في بئيس المواجب.
وآذاه قوم من سفاهة عقلهم … ولم يذهبوا من دينه بمذاهب.
فما زال يدعو ربه لهداهم … وإن كان قد قاسى أشدّ المتاعب.
وما زال يعفو قادرا من مسيئهم … كما كان منه عنده جبذة جاذب.
وما زال طول العمر لله معرضا … عن البسط في الدنيا والعيش المزارب.
بديع كمال في المعالي فلا امرؤ … يكون له مثلا ولا بمقارب.
أتانا مقيم الدين من بعد فترة … وتحريف أديان وطول مشاغب.
فيا ويل قوم يشركون بربهم … وفيهم صنوف من وخيم المثالب.
ودينهم ما يفترون برأيهم … كتحريم حام واختراع السوائب.
ويا ويل قوم حرّفوا دين ربّهم … وأفتوا بمصنوع لحفظ المناصب.
ويا ويل من أطرى بوصف نبيه … فسمّاه ربّ الخالق إطراء خائب.
ويا ويل قوم قد أبار نفوسهم … تكلّف تزويق وحبّ الملاعب.
ويا ويل قوم قد أخفّ عقولهم … تجبّر كسرى واصطلام الشرائب.
فأدركهم في ذاك رحمة ربّنا … وقد أوجبوا منه أشدّ المعائب.
فأرسل من عليا قريش نبيه … ولم يك فيما قد بلوه بكاذب.
ومن قبل هذا لم يخالط مدارس الـ … يهود ولم يقرأ لهم خطّ كاتب.
فأوضح منهاج الهدى لمن اهتدى … ومن بتعليم على كلّ راغب.
وأبر عن بدء السماء لهم وع … مقام مخوف بين أيدي المحاسب.