للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صبيح مليح أدعج العين أشكل … فصيح له الإعام ليس بشائب.

وأحسن خلق الله خلقا وخلقة … وأنفعهم للناس عند النوائب.

وأجود خلق الله صدرا ونائلا … وأبسطهم كفا على كلّ طالب.

وأعظم حرّ للمعالي نهوضه … إلى المجد سام للعظائم خاطب.

ترى أشجع الفرسان لاذ بطهره … إذا أحمر باس في بئيس المواجب.

وآذاه قوم من سفاهة عقلهم … ولم يذهبوا من دينه بمذاهب.

فما زال يدعو ربه لهداهم … وإن كان قد قاسى أشدّ المتاعب.

وما زال يعفو قادرا من مسيئهم … كما كان منه عنده جبذة جاذب.

وما زال طول العمر لله معرضا … عن البسط في الدنيا والعيش المزارب.

بديع كمال في المعالي فلا امرؤ … يكون له مثلا ولا بمقارب.

أتانا مقيم الدين من بعد فترة … وتحريف أديان وطول مشاغب.

فيا ويل قوم يشركون بربهم … وفيهم صنوف من وخيم المثالب.

ودينهم ما يفترون برأيهم … كتحريم حام واختراع السوائب.

ويا ويل قوم حرّفوا دين ربّهم … وأفتوا بمصنوع لحفظ المناصب.

ويا ويل من أطرى بوصف نبيه … فسمّاه ربّ الخالق إطراء خائب.

ويا ويل قوم قد أبار نفوسهم … تكلّف تزويق وحبّ الملاعب.

ويا ويل قوم قد أخفّ عقولهم … تجبّر كسرى واصطلام الشرائب.

فأدركهم في ذاك رحمة ربّنا … وقد أوجبوا منه أشدّ المعائب.

فأرسل من عليا قريش نبيه … ولم يك فيما قد بلوه بكاذب.

ومن قبل هذا لم يخالط مدارس الـ … يهود ولم يقرأ لهم خطّ كاتب.

فأوضح منهاج الهدى لمن اهتدى … ومن بتعليم على كلّ راغب.

وأبر عن بدء السماء لهم وع … مقام مخوف بين أيدي المحاسب.

<<  <  ج: ص:  >  >>