وعن حكم ربّ العرش فيما يعينهم … وعن حكم تروي بحكم التجارب.
وأبطل أصناف الخني وأبادها … وأصناف بغي للعقوبة جالب.
وبشر من أعطى الرسول قياده … بجنّة تنعيم وحور كواعب.
فأنجي به من شاء منا نجاته … ومن خاب فلتند به شرّ النوادب.
فأشهد أن الله أرسل عبده … بحقّ ولا شيء هناك برائب.
وقد كان نور الله فينا لمهتد … وصمصام تدمير على كلّ ناكب.
وأقوى دليل عند من تمّ عقله … على أن شرب الشرع أصفى المشارب.
تواطي عقول في سلامة فكره … على كلّ ما يأتي به من مطالب.
سماحة شرع في رزانة شرعة … وتحقيق حقّ في إشارة حاجب.
مكارم أخلاق وإتمام نعمة … نبوة تأليف وسلطان غالب.
تصدق دين المصطفى بقلوبنا … على بينات فهمها من غرائب.
براهين حقّ أوضحت صدق قوله … رواها ويروي كلّ شبّ وشائب.
من الغغيب كلم أعطي الطعام لجائع … وكم مرّة أسقي الشراب لشارب.
وكم من مريض قد شفاه دعاؤه … وإن كان قد أشفي لوجبة واجب.
ودرت له شاة لدي أم معبد … حليبا ولا تسطاع حلبة محالب.
وقد ساخ في أرض حصان سراقة … وفيه حديث عن براء بن عازب.
وفد فاح طيبا كف من مس كفه … وما حل رأسا جس شيب الذوائب.
وألقى شقي القوم فرث جزورهم … على ظهره والله ليس بعازب.
فألقوا ببدر في قليب مخبّث … وعمّ جميع القوم شؤم المداعب.
فأوفاه وعد الرعب والنصر عاجلا … وأعطى له فتح التبوك ومارب.
وأخبر عنه أن سيبلغ ملكه … إلى ما أري من مشرق ومغارب.
فأسبل ربّ الأرض بعد نبيه … فتوحا توازي ما لها من مناكبه.