وكلّمه الأحجار والعج والحصى … وتكليم هذا النوع ليس برائب.
حنّ له الجع القديم تحزنا … فان فارق الحب أدهي المصائب.
وأعجب تلك البدر ينشقّ عنده … وما هو في إعجازه من عجائب.
وشقّ له جبريل باطن صدره … لغسل سواد بالسويداء لازب.
وأسرى على متن البراق إلى السما … ء فيا خير مركوب ويا خير راكب.
وشاهد أرواح النبيين جملة … لدى الصخرة العظمى وفوق الكواكب.
وشاهد فوق الفوق أنوار ربّه … كمثل فراش وافر متراكب.
ووراعت بليغ الآي كلّ مجادل … خصيم تمادي في مراء المطالب.
براعة أسلوب وعجز معارض … بلاغة أقوال وأخبار غائب.
وسماه ربّ الخلق أسماء مدحة … تبين ما أعطي له من مناقب.
رؤوف رحيم أحمد ومحمد … مقفّي ومفضال يسمّى بعاقب.
إذا ما أثاروا فتنة جاهلية … يقود ببحر زاخر من كتائب.
يقوم لدفع البأس أسرع قومه … بجيش من الأبطال غر السلاهب.
أشداء يوم البأس من كل باسل … ومن كل قوم بالأسنة لاعب.
تورث أقداما ونبلا وجرأة … نفوسهم من أمهات نجائب.
جزي الله أصحاب النبي محمد … جميعا كما كانوا له خير صاحب.
وآل رسول الله لا زال أمرهم … فويما على ارغام أنف النواصب.
ثلاث خصال من تعاجيب ربنا … نجابة أعقاب لوالد طالب.
خلافة عباس ودين نبينا … تزايد في الأقطار من كل جانب.
يؤيد دين الله في كل دورة … عصائب تتلو مثلها من عصائب.
فنه رجال يدفعون عدوهم … بسمر القنا والمرهفات القواضب.
ومنهم رجال يدرسون كتابه … بتجويد ترتيل وحفظ مراتب.